الحساب (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من الغدر والمكر وإثارة الفتن والعداء بين الأمم.
٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ...) صلاة الجمعة من حيث هي واجبة بالاتفاق ، وإنما الخلاف بين المذاهب الإسلامية : هل تجب مطلقا أو مع وجود السلطان؟ قال الشيعة الإمامية والحنفية : وجود السلطان شرط ، ولكن الإمامية اشترطوا عدالته ، واكتفى الحنفية بوجوده وإن لم يكن عادلا ، وقال الشافعية والمالكية والحنابلة : تجب مطلقا وجد السلطان أو لم يوجد. والتفصيل في كتب الفقه (وَذَرُوا الْبَيْعَ) اتركوا كل تصرف يصد عن صلاة الجمعة بيعا كان أم غيره ، وإنما ذكر سبحانه البيع بالخصوص لأنه يفوت ـ في الغالب ـ بفوات وقته ، أو لأن المشتغلين في التجارة أكثر من غيرهم.
١٠ ـ (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) سعيا للرزق والعيش متكلين على من في يده مقاليد الأمور.
١١ ـ (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) يا محمد قائما ، وتشير هذه الآية إلى حادثة خاصة ، وهي أن النبي (ص) كان يخطب لصلاة الجمعة ، فجاءت إبل إلى المدينة تحمل الطعام ، فترك أكثر الصحابة المسجد ، ولم يبق حول النبي إلا القليل ، فأمر سبحانه النبي أن يبلغ التصرفين عنه وعن الصلاة بأن (ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) الصلاة ساعة فما دونها ، والتجارة ساعات ، فالجمع بينهما سهل يسير ، والرزق بيده تعالى والصلاة لا تنقص منه شيئا ، ومرضاة الله والرسول خير وأبقى.
سورة المنافقون
مدنيّة وهي احدى عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) الذين نطقوا بكلمة الإسلام ، وهم أعدى أعدائه (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ
___________________________________
الإعراب : قال ابن هشام في كتاب المغني : تأتي من مرادفة لفي ، واستشهد بقوله تعالى : من يوم الجمعة أي في يوم الجمعة. كسرت همزة إن بعد يعلم ويشهد لأن اللام دخلت على خبرها.