سورة التّغابن
مدنيّة وهي ثماني عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ...) هذه السورة هي آخر المسبحات ، وتقدم الكلام على تسبيح المخلوقات. واستعرنا هذا التعبير من ابن كثير.
٢ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) الإنسان مسيّر تشريعا ومخيّر تنفيذا أي لله الأمر والنهي ، وللعقل الحكم بالسمع والطاعة ، وللإنسان القدرة على أن يؤمن ويكفر ، ولكن عليه أن يختار الإيمان ، ويعمل بموجبه ، ويشكر الله على الهداية ، وبكلمة : التشريع دكتاتورية ، والتنفيذ ديمقراطية ، ولكن في حدود التشريع العادل حيث لا حرية ولا ديمقراطية لأعداء الحق والإنسانية.
٣ ـ ٤ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) بنظام محكم يدل على قدرته تعالى ، ولحكمة بالغة تدل على حسن التقدير وإتقان التدبير (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) كمال في الأعضاء والعقل ، وجمال في الصورة والشكل ، وتقدم في الآية ١٤ من «المؤمنون».
٥ ـ ٦ ـ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) أتكذبون محمدا في دعوته ، وقد سمعتم ما حلّ بالأمم الماضية من نكال ووبال لأنها كذبت بالحق؟ وتقدم مرات ، منها
اشارة :
الإنسان ـ في نظر الإسلام ـ بحريته وارادته ، ولا انسانية بلا حرية ... فله أن يختار الايمان حتى ولو كان أبواه كافرين ، وان يختار الكفر حتى ولو كان أبواه مؤمنين ، ولا يجبر على أحدهما دون الآخر ... أبدا لا إكراه في الدين وإلا بطل التكليف والحساب والثواب ، وبعد ان أعطى سبحانه لعبده الحرية التي يكون بها إنسانا أمره بالايمان وفعل الخير ، ونهاه عن الكفر وفعل الشر ، وأقام له الأدلة على حسن ما أمر به وقبح ما نهى عنه ـ من عقله وفطرته ، فآمن بعض الناس وكفر آخرون ، والله عليم بإيمان من آمن وكفر من كفر ، ولكل حسب إيمانه وعمله من الثواب والعقاب.
___________________________________
الإعراب : الضمير في «بأنه» للشأن. وجملة تأتيهم خبر مقدم لكانت ورسلهم اسمها. وبشر مبتدأ وجملة يهدوننا خبر ، وجاز الابتداء بالنكرة لمكان الاستفهام.