سورة الملك مكيّة وهي ثلاثون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) تقدس الذي لا أحد يملك معه شيئا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومن آثار قدرته أنه :
٢ ـ (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أحيانا سبحانه على هذا الكوكب لتظهر أفعالنا خيرها وشرها ، ويميتنا ثم يحيينا للحساب والجزاء ، وفي الحديث : أن رسول الله حين تلا هذه الآية فسرها بقوله : «أيكم أحسن عقلا ، وأورع عن محارم الله ، وأسرع إلى طاعته» وتقدم في الآية ٧ من هود وغيرها ٣ ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) من التطابق والاتفاق ، وأنه لا فرق بين سماء وسماء ولا تفاوت في إتقان الصنعة وإحكامها بدليل قوله تعالى بلا فاصل : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) من نقص أو اضطراب أو خلل ، فهل الصدفة أتت بكل هذه العجائب والمعجزات؟ ومع هذا فإن الله سبحانه لا يعجل على الملحد القائل بأن المادة هي الموجود الوحيد ، بل يقول : تريث وانظر.
٤ ـ (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) أي الكرّة بعد الكرّة والمرة بعد المرة ... إلى ما يشاء الرائي (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ) خائبا عاجزا عن رؤية أي نقص وخلل ، بل يبهره الجمال والكمال ، والانسجام والانتظام. ولو كان الوجود بالكامل مادة في مادة لكان الكون أشبه بكوم من أحجار وتل من رمال.
٥ ـ ٦ ـ (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ) المراد بالمصابيح النجوم ، وبالرجوم النكال والوبال ، وقد يكون بالشهب التي تحترق أو بالحجارة المتساقطة من النجوم ـ النيازك ـ أو غير ذلك ، وكل عات متمرد فهو شيطان ، ومصيره الخذلان وعذاب النيران ، وتقدم في الآية ١٧ ـ ١٩ الحجر وغيرها.
___________________________________
الإعراب : (تَبارَكَ) فعل ماض ، وقالوا لم ينطق له بمضارع. والمصدر من (لِيَبْلُوَكُمْ) متعلق بخلق. و (أَيُّكُمْ) مبتدأ و (أَحْسَنُ) خبر و (عَمَلاً) تمييز. و (طِباقاً) صفة لسماوات وهي مصدر بمعنى اسم الفاعل أي مطابقة. و (كَرَّتَيْنِ) قائم مقام المفعول المطلق أي رجعتين مثل ضربته مرتين. و (خاسِئاً) حال من البصر. و (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) خبر مقدم.