الْأَرْضَ) أتعصون الله في ملكه ؛ وتأمنون من سطواته وضرباته؟ وهل من مردّ لمشيئته إن أراد أن يزلزل بكم الأرض أو يمطركم من السماء مطر السوء والحصباء؟ ولكنه حليم رحيم بعباده ، يؤجل ولا يعجل عسى أن يتوب تائب ، ويقلع مذنب ، وتقدم في الآية ٦٨ من الإسراء.
١٩ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ ...) من الذي زود الطير بما يؤهله إلى الطيران؟ الصدقة والطبيعة العمياء؟ الطائر يطير بجناحيه والإنسان يمشي على رجليه ولكن من الذي خطط للمشي والطيران ، وصمم الأداة العلمية لكل منهما ، ثم وضعها في المكان الملائم؟ فسبحان من جعل (لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) ـ ٣ الطلاق» هذا هو الجواب السديد ، وما عداه حماقات.
٢٠ ـ (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) إذا أراد الله بقوم سوءا فما ذا يصنعون؟ وإلى من يلجئون؟ وبمن يستغيثون؟ (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) بأنهم في أمن وأمان من غضب الله وعذابه.
٢١ ـ (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ) من الذي يرزق الأنام إذا منع الغمام؟ (بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) يعلمون أن الله هو الرازق ومع هذا يتمردون على أمره عن قصد وعناد.
٢٢ ـ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) من يمشي في الحياة الدنيا على طريق الجهل والضلال فهو تماما كمن يمشي ووجهه إلى الأرض ، يكثر العثار فيما لا يعثر فيه بصير ، أما السائر على طريق العلم والهدى فهو تماما كالسائر على الطريق الواضح بجسم معتدل ونظر سليم ، وتكرر هذا المعنى في العديد من الآيات ، منها الآية ٢٤ من هود.
٢٣ ـ (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ) أسماعا لتستمعوا بها من الله ورسله ، وأبصارا لتعتبروا بما ترون من عجائب خلقه تعالى ، وعقولا تنتقل بكم من معلوم إلى مجهول. من شاهد إلى غائب ، وتقدم مرات المرات.
٢٤ ـ (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) خلقكم فيها وبثكم فأصلحوا ولا تفسدوا ، إليه المآب ونقاش الحساب.
٢٥ ـ ٢٦ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) بقيام القيامة؟ قل يا محمد : علمها عند من يقيمها ، وأمرني أن أنذركم بها ، وقد فعلت.
___________________________________
الإعراب : وجملة هي تمور حال من الأرض. و (نَذِيرٌ) مبتدأ مؤخر وكيف خبر مقدم. و (نَكِيرِ) اسم كان وكيف خبرها. وأصل نكير نكيري. أم بمعنى بل. ومن هذا مبتدأ وخبر ، وتشعر هذه الجملة بالتحقير والاستخفاف. و (الَّذِي) عطف بيان. و (مُكِبًّا) حال من فاعل يمشي ومثله سويا.