٤٥ ـ (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) يستهينون بالدين والقيم ، فيستغيبون ويفترون ، ويتسابقون إلى أندية الخمور والفجور ، ويشتركون في كل باطل وضلال.
٤٦ ـ ٤٧ ـ (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) الموت ، وللدين في اللغة معان ، منها الحساب والجزاء والقضاء ، وكل ذلك يحدث يوم القيامة ، ولذا سمي بيوم الدين.
٤٨ ـ (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) الشفاعة حق على أن يكون لها ما يبررها ، فبأي شيء يتوسل إلى الله من كفر ٤٩ ـ (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) حال من الضمير في «لهم» والمعنى ما بال المجرمين يعرضون عن الموعظة ، وينفرون منها.
٥٠ ـ ٥١ ـ (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ) جمع حمار ، والمراد به هنا حمار الوحش (مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) وهو الأسد ، يصول على وحوش الغاب والحمير ، فتنفر منه وهكذا المشركون ينفرون من الحق ودعوته.
٥٢ ـ (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) يطلب كل واحد من طغاة الأرض أن ينزل عليه كتاب تماما كما نزل على رسول الله (ص) وإلا فأي فضل لمحمد من دون الناس؟ وأطرف من هذه الحماقة قول الفيلسوف الشهير نيتشه : «لو كان الله موجودا لكنت أنا هو».
٥٣ ـ (كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ) ما طلبوا هذا الطلب الأحمق إلا لأنهم أمنوا من غضب الله وعذابه.
٥٤ ـ (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) مرة ثانية يزجر سبحانه المجرمين ، ويعلن أن القرآن نزل على النبي للهداية والإرشاد لا ليفتخر به على العباد.
٥٥ ـ (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) انتفع بأحكامه وبيانه ، لأنه الهادي الذي لا يضل ، والناصح الذي لا يغش.
٥٦ ـ (وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أي لا يذكرون ويؤمنون عن رضا وطيب نفس بحال من الأحوال إطلاقا ، أجل إنهم يؤمنون إذا ألجأهم سبحانه وأرغمهم على الإيمان ، ومعلوم أنه لا إيمان بالمعنى الصحيح مع الجبر والقهر ، وعلى هذا التفسير فلا تناقض ومنافاة بين قوله تعالى أولا : فمن شاء ذكره وقوله ثانيا وما يذكرون إلا أن يشاء الله (أَهْلُ التَّقْوى) أي أهل لأن يتقي العباد معاصيه خوفا منه (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) وأيضا هو أهل أن يرجو العباد مغفرته ، ولا ييأسوا من رحمته
سورة القيامة
مكيّة وهي أربعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) أي أقسم كما تقول : لا وحقك أو أبيك وجواب القسم محذوف ، تقديره إنكم لمبعوثون ٢ ـ (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) وهي التي تلوم صاحبها على فعل الشر وترك الخير ، ويعبّر عنها علماء الأخلاق بالإلزام الخلقي ، وتقابلها النفس الفاجرة اللامبالية بشيء ولا تشعر بالمسؤولية عن شيء ، وقال بعض المفكرين : «عدم