١٩ ـ (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) تكررت هذه الآية عشر مرات في هذه السورة ، وقال الدكتور طه حسين في مرآة الإسلام ، وحكمه الفصل على الأساليب : «في القرآن أسلوب من التكرار للتخويف حينا وللتعجيز حينا آخر ، كما ترى في سورة المرسلات من ختام الآيات دائما بقول الله عزوجل : ويل يومئذ للمكذبين ، والسورة كلها تخويف».
٢٠ ـ ٢٤ ـ (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) أتنكرون البعث وأنتم تعلمون أن الله أنشأكم من نطفة حقيرة ، أودعها في ظلمات ثلاث إلى أمد معين ، ينقلها من حال إلى حال حتى أخرجها بشرا سويا ، ومن قدر على هذا الإبداع والاختراع يقدر على مثيله ونظيره.
٢٥ ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً) وعاء تضم الخلائف.
٢٦ ـ (أَحْياءً) على ظهرها ، (وَأَمْواتاً) في بطنها ، وتقدم في الآية ١٨ من نوح.
٢٧ ـ ٢٨ ـ (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ) جبالا عاليات ثابتات وتقدم في الآية ١٥ من النحل وغيرها (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) عذبا سائغا للشاربين ، ومن قدر على هذا يقدر على ما هو أيسر وأهون ، وتقدم في الآية ٢٢ من الحجر.
٢٩ ـ (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) كذبوا بالجحيم ، وعند ورودها يقال لهم : ما ذا ترون؟ وتقدم مرات ، منها الآية ٢٠ من السجدة.
٣٠ ـ (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) من دخان جهنم يرتفع ، ثم يفترق ثلاث شعب : شعبة تظلهم فوق رؤوسهم ، وثانية عن يمينهم ، وثالثة عن شمالهم.
٣١ ـ (لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) هو ظل ولكن كالمستغيث من الرمضاء بالنار.
٣٢ ـ ٣٤ ـ (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) جمالة : جمع جمل ، والمعنى كل شرارة من شرر جهنم كالقصر حجما ، والجمل الأصفر لونا ، وسلام على من قال : ما خير بخير بعده النار.
٣٥ ـ ٣٧ ـ (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) أبدا لا رجاء ولا اعتذار عما سلف بعد المحاكمة وإعلان الحكم ، وتقدم في الآية ٣٩ من الرّحمن وغيرها.
٣٨ ـ (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ) بين المحقين والمبطلين (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) كل من كفر بالقيامة من الأولين والآخرين يجمعهم سبحانه في مقر واحد من جهنم ، ويعذبهم عذابا خاصا بهم ، لا أحد يشاركهم فيه.
اشارة : تعرض هذه السورة المرسلات جانبا من مشاهد اليوم الآخر ، وتحذر المجرمين والمكذبين من عذابه وأهواله ... وتقدم ذلك في عشرات الآيات ، ومن أجل هذا نقتصر على التفسير اللغوي ، اللغة والإعراب في فقرة واحدة على خلاف عادتنا في سائر السور.