٣ ـ (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) ضمير الجماعة هنا للناس ، كل الناس ، لا لمشركي مكة فقط لأنهم على وفاق أن البعث حديث خرافة.
٤ ـ (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) أن البعث حق ، ويلاقون عاقبة التكذيب ٥ ـ (ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) وهذا التكرار توكيد لوقوع البعث والعذاب وللتهديد أيضا ، ثم ساق سبحانه بعض الأدلة أنه قدير على ما يشاء من البعث وغيره وقال :
٦ ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)؟ من الذي جعل الأرض ملائمة لحياة الإنسان في جميع تصرفاته؟ ولو كانت على غير ما هي عليه الآن لتعذر عليه أن يعيش فيها ويحيا.
٧ ـ (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) أرساها في الأرض بالمكان المناسب كيلا تميد بأهلها.
٨ ـ (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) أصنافا ذكورا ، وإناثا ليتم التزاوج ، فيحصل النسل ، ويكمل العمران.
٩ ـ (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) راحة للأرواح والأجسام ولا حياة بلا نوم ..
١٠ ـ (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) ساترا بعضكم عن بعض.
١١ ـ (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) للسعي على العيال ، وفي الحديث النبوي : «ان من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صوم ولا صلاة ولا حج وإنما يكفرها سعي الرجل على عياله».
١٢ ـ (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) المراد بالسبع الشداد الكواكب المعروفة عند الناس وإلا فعدد الكواكب بعلم خالقها وحده ، وتقدم في الآية ٣ من الملك ١٣ ـ (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) تنير الشمس ويتوهج ضوؤها لأهل الأرض.
١٤ ـ (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً) منصبا بكثرة ، والمعنى تعصر الرياح والسحاب ، فتهطل بالماء الغزير.
١٥ ـ (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً) ينزل الماء من السماء ، فتخرج به أقوات الإنسان والحيوان.
١٦ ـ (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) حدائق ملتفة بالشجر وما من شك أن من قدر على هذه وأعظم منها فهو على إحياء الموتى أقوى وأقدر ، وتكرر هذا المعنى مرات ومرات ، وتكرار الآيات في التحذر من عذاب الله والتذكير بآلائه أكثر من كثير.
١٧ ـ (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) بعد الإشارة إلى دلائل قدرته تعالى على البعث أشار إلى يومه ، وأن له أجلا لا يعدوه ، ومتى يكون؟
١٨ ـ (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) فينتشر أهل القبور ومتى هذا النفخ؟ الله أعلم.
١٩ ـ (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) تتصدع وتنشق كفتحات الأبواب كما في الآية ١٦ من الحاقة : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) ٢٠ ـ (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) شيئا كلا شيء حيث تتفتت وتذهب مع الريح كالغبار المنتشر ، وفي الآية ٦ من الواقعة : (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) ٢١ ـ ٢٢ ـ (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) تنتظر الطغاة ، وتعد لهم الويلات ٢٣ ـ ٢٤ ـ (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) لا انقطاع لها ، كلما انقضى حقب جاء بعده حقب إلى ما لا نهاية ، وفي مدة الحقب أقوال ، منها ثمانون سنة ، ومنها الدهر.
٢٥ ـ (إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) الحميم ، شديد الغليان بنص الآية ٤٦ من الدخان (يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) والغساق. القيح وما أشبه كما قيل.