٤٠ ـ ٤١ ـ (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ...) أي خاف من حسابه وانتقامه ، واكتفى بحلاله عن حرامه ، وتكرر هذا المعنى في كل السور أو جلها ، لأنه تعالى ما ذكر الإنذار أو الترهيب إلا وقرنه بالتبشير والترغيب.
٤٢ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) متى قيامها وأيامها؟
٤٣ ـ ٤٥ ـ (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها ...) أنكر المعاندون القيامة أشد الإنكار ، وحاولوا إحراج النبي (ص) بتكرار السؤال عن وقتها ، فتمنى النبي لو أمكن الجواب كما يوحي أسلوب (فِيمَ أَنْتَ) لأنه إنكار في صورة الاستفهام ، ومعناه لا تشغل نفسك بالجواب عن هذا السؤال ، فما هو من اختصاصك في شيء ، والمطلوب منك أن تخوف الناس من القيامة وأهوالها ، وتقدم مرات ، منها في الآية ١٨٧ وما بعدها من الأعراف.
٤٦ ـ (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) الضحى : أول النهار ، والعشية : آخره ، وأضاف سبحانه الضحى إلى العشية لأنهما من يوم واحد ، والمعنى يوم يحشر المعاندون إلى ربهم يظنون أنهم لم يلبثوا في القبور إلا ساعة من نهار كما في الآية ٤٥ من يونس
سورة عبس
مكيّة وهي اثنتان وأربعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ ٢ ـ (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) هو ابن أم مكتوم ، قصد النبي (ص) ليسأله عن أحكام دينه ، وكان عنده نفر من عتاة الشرك يحاول هدايتهم إلى الإسلام ، عسى أن يسلم غيرهم بإسلامهم ، وكان الأعمى يكرر على النبي : علمني مما علمك الله ، والنبي لا يجيبه ، والأعمى المسكين لا يدري أن النبي في شغل بما هو أهم ، فنزلت هذه الآيات ، وقال المفسرون بما فيهم الشيخ محمد عبده : إن الله عاتب النبي على إعراضه عن الأعمى! ونحن لا نرى فيها شائبة عتاب أو لوم على النبي ، والذي نفهمه أنها توبيخ واحتقار للمشركين الذين كانوا عند النبي ، وتقول له أعرض عن هؤلاء الأرجاس وأغلظ لهم ، إنهم أحقر من أن ينصر الله بهم الدين ، وأقبل على هذا الأعمى الطيب المؤمن ، ولا خوف على الإسلام فإن الله سيظهره على الدين كله ، ويذلّ أعداءه مهما بلغوا من الجاه والمال. ومن أحبّ المزيد فليرجع إلى تفسيرنا الكاشف.
٣ ـ ٤ ـ (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى) إن هذا الأعمى يستمع لك يا محمد ، وينتفع بموعظتك ، ويتخذ منها منهجا لعمله ودليلا في سلوكه وحياته.
___________________________________
الإعراب : المصدر من (أَنْ جاءَهُ) مفعول من أجله لعبس. و (ما يُدْرِيكَ) مبتدأ وخبر.