١١ ـ ١٢ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) الرجع : الماء لأنه يرجع ويتكرر ، والصدع : النبات لأنه يصدع الأرض ويشقها ، وأقسم سبحانه بالسماء التي تجود بالشراب وبالأرض التي تعطي الطعام.
١٣ ـ ١٤ ـ (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) القرآن يفصل بين الحق والباطل والخير والشر ، وأبعد ما يكون عن السحر والشعر كما ينعته المفترون ، وتقدم في الآية ٤٠ من الحاقة وغيرها.
١٥ ـ ١٦ ـ (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً) يدبّر الطغاة في الخفاء الدسائس والمؤامرات ضد الرسول والمؤمنين والله سبحانه يبطل كيدهم ومكرهم ، ويرد سهامهم إلى نحورهم ، وتقدم في الآية ٥٤ من آل عمران وغيرها.
١٧ ـ (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) لا تعجل يا محمد واصبر قليلا ، فما عذاب ربك من الظالمين ببعيد.
سورة الأعلى
مكيّة وهي تسع عشرة آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الخطاب لمحمد (ص) والأمر للجميع ، والمعنى نزه الله عما يصفه الجاهلون والملحدون ولا شيء أوضح وأدل من كلمة التوحيد على أنه تعالى ليس كمثله شيء.
٢ ـ ٣ ـ (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) وخير تفسير لهذا قول الإمام عليّ (ع) : قدّر ما خلق فأحكم تقديره ، ودبّره فألطف تدبيره ، ووجهه لوجهته فلم يتعد حدود منزلته ، ويقصر دون الانتهاء لغايته.
٤ ـ (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) الزرع والنبات بشتى أنواعه.
٥ ـ (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) هشيما قاتما ، وفيه إيماء إلى أن كل حي إلى زوال ، وتقدم في الآية ٢١ من الزمر وغيرها.
٦ ـ (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) بشرى من الله لنبيه برسوخ القرآن في قلبه ، فلا ينسى منه حرفا واحدا ، وتقدم في الآية ١٧ من القيامة.
٧ ـ (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) ليس هذا استثناء بل توكيدا لنفي النسيان عن النبي (ص) ، وانه لا قوة إطلاقا تنسي محمدا شيئا من القرآن إلا الله وهو سبحانه لا ينسيه كيف وقد وعده بالحفظ وعدم النسيان ، والله منجز وعده لا محالة.
٨ ـ (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) وهي الشريعة السهلة السمحة والمعنى أن الله سبحانه يسهل لنبيه سبل الوحي وتبليغه والعمل به كما شاء وأراد.