سورة الكوثر
مكيّة وهي ثلاث آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) يا محمد (الْكَوْثَرَ) : مبالغة في الكثرة ، وقد أعطى سبحانه محمدا (ص) ما لم يعطه لملك مقرب ولا لنبي مرسل ، من ذلك ذكر صفاته وعلاماته في الكتب السماوية السابقة ، وأخذ الميثاق على النبيين بالتبشير به ، وأعطاه شخصية معجزة خارقة تماما كالقرآن ، إلى غير ذلك مما يستوعب مجلدات. وقال لي قائل : إن محمدا لم يقل : فاسألوني قبل أن تفقدوني كما قال عليّ. فقلت له : إن محمدا (ص) قال أعظم من هذا بكثير. وذلك قوله : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ... مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لينة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين».
٢ ـ (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) اشكر ربك يا محمد على نعمه الكبرى عليك بالإخلاص له في الصلاة وذبح الأضاحي والقرابين لوجهه الكريم.
٣ ـ (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) الخطاب لمحمد (ص). والشانئ : المبغض من الشنآن بمعنى العداوة ، والأبتر : منقطع الذكر والأثر ، وهذه الآية رد على أحد رؤوس البغي والشرك حيث قال : محمد أبتر لا ولد له ، فإذا مات انقطع ذكره بموته ، فأكذبه سبحانه بأن عدو محمد هو الأبتر الذي لا يذكر إلا باللعنات وأقبح السيئات ، أما محمد فيذكر بالصلوات وأكمل الصفات.
سورة الكافرون
مكيّة وهي ست آيات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
١ ـ ٥ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) قال الرواة والمفسرون : جاء نفر من المشركين إلى رسول الله (ص) وعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة ، ويعبدوا إلهه سنة ، وينتهي ما بينه وبينهم من صراع. فقال لهم : ليس الخلاف فيما بيننا على حكم وسلطان ولا على عقار وأموال كي نشترك ونقتسم ، وإنما هو خلاف في الدين والمبدأ الذي لا يقبل تقسيما ولا مصالحة إلا أن يتنازل أحد الطرفين ويؤمن بفكرة الآخر ... ومعاذ الله أن أشرك به ، وأنتم ترفضون التوحيد بإصرار واستكبار ، وإذن :
٦ ـ (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) كفوا عنى ، وأكف عنكم وندع الحكم لله العليم الحكيم. أما التكرار (لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ...) فهو لمجرد الإشارة إلى أن كلّا من الطرفين ثابت على مبدئه ومصرّ على موقفه ، وبهذا التوكيد الوطيد يئس الكفار من محمد (ص) وأيقنوا أن الأمر جد وليس بالهزل ، وأنهم أمام رجل لا ككل الرجال.