والثالث ـ هي بمعنى من ، أي استحق منهم الأوليان.
ومثله : (اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) ؛ أي من الناس.
(الْأَوْلَيانِ) : يقرأ بالألف على تثنية أولى.
وفي رفعه خمسة أوجه :
أحدها ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هما الأوليان.
والثاني ـ هو مبتدأ وخبره آخران ، وقد ذكر.
والثالث ـ هو فاعل استحق ؛ وقد ذكر أيضا.
والرابع ـ هو بدل من الضمير في يقومان.
والخامس ـ أن يكون صفة لآخران ؛ لأنه وإن كان نكرة فقد وصف ، والأوليان لم يقصد بهما قصد اثنين بأعيانهما ؛ وهذا محكيّ عن الأخفش.
ويقرأ الأوّلين ، وهو جمع أول ؛ وهو صفة للذين استحق ، أو بدل من الضمير في عليهم.
ويقرأ الأوّلين ، وهو جمع أول ؛ وإعرابه كإعراب الأوّلين.
ويقرأ «الأولان» تثنية الأوّل ، وإعرابه كإعراب الأوليان.
(فَيُقْسِمانِ) : عطف على «يقومان».
(لَشَهادَتُنا أَحَقُ) : مبتدأ وخبر ، وهو جواب «يقسمان».
١٠٨ ـ (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا) : أي من ان يأتوا ، أو إلى أن يأتوا ، وقد ذكر نظائره.
و (عَلى وَجْهِها) : في موضع الحال من الشهادة ؛ أي محققة ، أو صحبحة.
(أَوْ يَخافُوا) : معطوف على يأتوا.
و (بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) : ظرف لترد ، أو صفة لأيمان.
١٠٩ ـ (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ) : العامل في يوم (يَهْدِي) ؛ أي لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجّة ، أو إلى طريق الجنة.
وقيل : هو مفعول به ؛ والتقدير : واسمعوا خبر يوم جمع الله الرسل ، فحذف المضاف.
(ما ذا) : في موضع نصب ب (أُجِبْتُمْ) ، وحرف الجر محذوف ؛ أي بماذا أجبتم.
وما ، وذا هنا بمنزلة اسم واحد ، ويضعف أن يجعل «ذا» بمعنى الذي هاهنا ؛ لأنه لا عائد هنا ، وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف.
(إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ، و «إنّك أنت العزيز الحكيم» مثل : (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ، وقد ذكر في البقرة.
١١٠ ـ (إِذْ قالَ اللهُ) : يجوز أن يكون بدلا من يوم ، والتقدير : إذ يقول ؛ ووقعت هنا «إذ» وهي للماضي على حكاية الحال.
ويجوز أن يكون التقدير : اذكر إذ يقول.
(يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) : يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحه ، لأنّه قد وصف بابن وهو بين علمين ، وأن يكون عليها ضمّة ، وهي مثل قولك : يا زيد بن عمرو ـ بفتح الدال وضمّها ؛ فإذا قدرت الضمّ جاز أن تجعل ابن مريم صفة وبيانا وبدلا.
(إِذْ أَيَّدْتُكَ) : العامل في إذ (نِعْمَتِي). ويجوز أن يكون حالا من نعمتي. وأن يكون مفعولا به على السعة.
وأيّدتك ، وآيدتك : قد قرئ بهما ، وقد ذكر في البقرة.
(تُكَلِّمُ النَّاسَ) : في موضع الحال من الكاف في «أيّدتك».
و (فِي الْمَهْدِ) : ظرف لتكلم ، أو حال من ضمير الفاعل في تكلم.
(وَكَهْلاً) : حال منه أيضا. ويجوز أن يكون من الكاف في أيّدتك ؛ وهي حال مقدرة. (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ). (وَإِذْ تَخْلُقُ) ؛ (وَإِذْ تُخْرِجُ) : معطوفات على إذ أيّدتك.
(مِنَ الطِّينِ) : يجوز أن يتعلّق بتخلق ، فتكون «من» لابتداء غاية الخلق ، وأن يكون حالا من «هيئة الطّير» على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه والكاف مفعول تخلق ؛ وقد تكلمنا على قوله : «هيئة الطير» في آل عمران.
(فَتَكُونُ طَيْراً) : يقرأ بياء ساكنة من غير ألف. وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه مصدر في معنى الفاعل.
والثاني ـ أن يكون أصله طيرا مثل سيّد ، ثم خفّف ، إلا أنّ ذلك يقلّ فيما عينه ياء ، وهو جائز.
ويقرأ طائرا ، وهي صفة غالبة.
وقيل : هو اسم للجمع ، مثل الحامل والباقر.
(وَتُبْرِئُ) : معطوف على (تَخْلُقُ). (إِذْ جِئْتَهُمْ) : ظرف لكففت.
(سِحْرٌ مُبِينٌ) : يقرأ بغير ألف على أنه مصدر ، ويشار به إلى ما جاء به من الآيات.
ويقرأ ساحر ـ بالألف ، والإشارة به إلى عيسى.
وقيل : هو فاعل في معنى المصدر ، كما قالوا : عائذا بالله منك ؛ أي عوذا. أو عياذا.
١١١ ـ (وَإِذْ أَوْحَيْتُ) : معطوف على (إِذْ أَيَّدْتُكَ).
(أَنْ آمِنُوا) : يجوز أن تكون أن مصدرية ، فتكون في موضع نصب بأوحيت. وأن تكون بمعنى أي ، وقد ذكرت نظائره.
١١٢ ـ (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ) : أي اذكر إذ قال ...
ويجوز أن يكون ظرفا لمسلمون.
(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) : يقرأ بالياء على أنه فعل وفاعل. والمعنى : هل يقدر ربّك أن يفعل. وقيل التقدير : هل يطيع ربّك ، وهما بمعنى واحد ، مثل استجاب ، وأجاب ، واستجب ، وأجب.
ويقرأ بالتاء ؛ وربّك نصب. والتقدير : هل تستطيع سؤال ربّك ، فحذف المضاف.