١١٨ ـ (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) : الفاء جواب الشرط ، وهو محمول على المعنى ؛ أي إن تعذّبهم تعدل ، وإن تغفر لهم تتفضّل.
١١٩ ـ (هذا يَوْمُ) : هذا مبتدأ ، ويوم خبره ؛ وهو معرب لأنّه مضاف إلى معرب ، فبقي على حقّه من الإعراب.
ويقرأ «يوم» ـ بالفتح ؛ وهو منصوب على الظرف ، و «هذا» فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول قال ؛ أي قال الله هذا القول في يوم.
والثاني ـ أن هذا مبتدأ ، ويوم ظرف للخبر المحذوف ؛ أي هذا يقع ، أو يكون يوم ينفع.
وقال الكوفيون : يوم في موضع رفع خبر هذا ولكنه بني على الفتح لإضافته إلى الفعل ، وعندهم يجوز بناؤه ، وإن أضيف إلى معرب ، وذلك عندنا لا يجوز إلا إذا أضيف إلى مبنى.
و (صِدْقُهُمْ) : فاعل ينفع. وقد قرئ شاذا «صدقهم» ـ بالنصب ، على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله. وصدقهم ـ بالنصب ـ على أربعة أوجه :
أحدها ـ أن يكون مفعولا له ؛ أي لصدقهم.
والثاني ـ أن يكون حذف حرف الجر ؛ أي بصدقهم.
والثالث ـ أن يكون مصدرا مؤكدا ؛ أي الذين يصدقون صدّقهم. كما تقول : تصدق الصدق.
والرابع ـ أن يكون مفعولا به ، والفاعل مضمر في الصادقين ؛ أي يصدقون الصدق ، كقوله : صدقته القتال. والمعنى : يحققون الصدق.
سورة الأنعام
١ ـ (بِرَبِّهِمْ) : الباء تتعلّق ب (يَعْدِلُونَ) ؛ أي الذين كفروا يعدّلون بربّهم غيره.
و (الَّذِينَ كَفَرُوا) : مبتدأ ، و (يَعْدِلُونَ) الخبر ، والمفعول محذوف.
ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن ؛ فلا يكون في الكلام مفعول محذوف ؛ بل يكون يعدلون لازما ؛ أي يعدلون عنه إلى غيره.
ويجوز أن تتعلّق الباء بكفروا ؛ فيكون المعنى : الذين جحدوا ربّهم مائلون عن الهدى.
٢ ـ (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) : في الكلام حذف مضاف ؛ أي خلق أصلكم.
و (مِنْ طِينٍ) : متعلّق بخلق ، و «من» هنا لابتداء الغاية. ويجوز أن تكون حالا ؛ أي خلق أصلكم كائنا من طين.
(وَأَجَلٌ مُسَمًّى) : مبتدأ موصوف ، و (عِنْدَهُ) الخبر.
٣ ـ (وَهُوَ اللهُ) : هو مبتدأ ، والله الخبر.
و (فِي السَّماواتِ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ يتعلّق ب (يَعْلَمُ) ؛ أي يعلم سرّكم وجهركم في السموات والأرض ؛ فهما ظرفان للعلم ، فيعلم على هذا خبر ثان.
ويجوز أن يكون «الله» بدلا من «هو» ، ويعلم الخبر.
والثاني ـ أن يتعلق «في» باسم الله ؛ لأنّه بمعنى المعبود ؛ أي وهو المعبود في السموات والأرض ؛ ويعلم على هذا خبر ثان ، أو حال من الضمير في المعبود ، أو مستأنف.
وقال أبو علي : لا يجوز أن تتعلّق «في» باسم الله لأنّه صار بدخول الألف واللام والتغيير الذي دخله كالعلم ؛ ولهذا قال تعالى : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا).
وقيل : قد تمّ الكلام على قوله : (فِي السَّماواتِ). و (فِي الْأَرْضِ) يتعلّق بيعلم ؛ وهذا ضعيف ؛ لأنّه سبحانه معبود في السموات وفي الأرض ويعلم ما في السماء والأرض ؛ فلا اختصاص لإحدى الصفتين بأحد الظرفين.
و (سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ) : مصدران بمعنى المفعولين ؛ أي مسروركم ومجهوركم.
ودلّ على ذلك قوله : (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ) ؛ أي الذي ...
ويجوز أن يكونا على بابهما.
٤ ـ (مِنْ آيَةٍ) : موضعه رفع بتأتي ، و «من» زائدة.
و (مِنْ آياتِ) : في موضع جرّ صفة لآية.
ويجوز أن تكون في موضع رفع على موضع آية.
٥ ـ (لَمَّا جاءَهُمْ) : «لمّا» ظرف لكذبوا ؛ وهذا قد عمل فيها وهو قبلها ، ومثله «إذا».
و «به» : متعلق ب (يَسْتَهْزِؤُنَ).
٦ ـ (كَمْ أَهْلَكْنا) : كم : استفهام بمعنى التعظيم ؛ فلذلك لا يعمل فيها يروا ، وهي في موضع نصب بأهلكنا ؛ فيجوز أن تكون (كَمْ) مفعولا به ، ويكون (مِنْ قَرْنٍ) تبيينا لكم.
ويجوز أن تكون ظرفا ، و «من قرن» مفعول أهلكنا. ومن زائدة ؛ أي كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قرونا.
ويجوز أن يكون «كم» مصدرا ؛ أي كم مرة ، أو كم إهلاكا ، وهذا يتكرّر في القرآن كثيرا.
(مَكَّنَّاهُمْ) : في موضع جر صفة لقرن ، وجمع على المعنى.
(ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) : رجع من الغيبة في قوله : (أَلَمْ يَرَوْا) ، إلى الخطاب في «لكم» ، ولو قال لهم لكان جائزا.
و (ما) : نكرة موصوفة ، والعائد محذوف ؛ أي شيئا لم نمكّنه لكم.
ويجوز أن تكون «ما» مصدرية والزمان محذوف ، أي مدة ما لم نمكن لكم ؛ أي مدة تمكنهم أطول من مدتكم.
ويجوز أن تكون «ما» مفعول نمكّن على المعنى ؛ لأنّ المعنى أعطيناهم ما لم نعطكم.
و (مِدْراراً) : حال من السماء.