(إِلَّا هُوَ) : بدل من موضع «لا كاشف» ، أو من الضمير في الظرف. ولا يجوز أن يكون مرفوعا بكاشف ، ولا بدلا من الضمير فيه ؛ لأنّك في الحالين تعمل اسم «لا» ، ومتى أعملته في ظاهر نوّنته.
١٨ ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) : هو مبتدأ ، والقاهر : خبره ؛ وفي «فوق» وجهان :
أحدهما ـ هو أنه في موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر ؛ أي وهو القاهر مستعليا أو غالبا.
والثاني ـ هو في موضع رفع على أنه بدل من القاهر ، أو خبر ثان.
١٩ ـ (أَيُّ شَيْءٍ) : مبتدأ. و (أَكْبَرُ) : خبره. (شَهادَةً) تمييز.
و «أي» بعض ما تضاف إليه ، فإذا كانت استفهاما اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمّى باسم ما أضيف إليه أي. وهذا يوجب أن يسمّى الله شيئا ؛ فعلى هذا يكون قوله : (قُلِ اللهُ) جوابا ، والله مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي أكبر شهادة. وقوله : (شَهِيدٌ) : خبر مبتدأ محذوف.
ويجوز أن يكون «الله» مبتدأ ، وشهيد خبره ، ودلت هذه الجملة على جواب أي من طريق المعنى.
(وَبَيْنَكُمْ) : تكرير للتأكيد ، والأصل شهيد بيننا.
ولك أن تجعل «بين» ظرفا يعمل فيه «شهيد» ، وأن تجعله صفة لشهيد ، فيتعلّق بمحذوف.
(وَمَنْ بَلَغَ) : في موضع نصب عطفا على المفعول في «أنذركم» ، وهو بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، والفاعل ضمير القرآن ؛ أي وأنذر من بلغة القرآن.
(قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) : في «ما» وجهان :
أحدهما ـ هي كافّة لإنّ عن العمل ؛ فعلى هذا «هو» مبتدأ ؛ وإله خبره ، وواحد صفة مبينة. وقد ذكر مشروحا في البقرة.
والثاني ـ أنها بمعنى الذي في موضع نصب بإنّ ، وهو مبتدأ ، وإله خبره ، والجملة صلة الذي ، وواحد خبر إن ؛ وهذا أليق بما قبله.
٢٠ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) : في موضع رفع بالابتداء.
و (يَعْرِفُونَهُ) : الخبر ، والهاء ضمير الكتاب. وقيل : ضمير النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) : مثل الأولى.
٢٢ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ) : هو مفعول به.
والتقدير : واذكر يوم نحشرهم. و (جَمِيعاً) : حال من ضمير المفعول ؛ ومفعولا (تَزْعُمُونَ) محذوفان ؛ أي تزعمونهم شركاءكم ، ودلّ على المحذوف ما تقدّم.
٢٣ ـ (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ) : يقرأ بالتاء ، ورفع الفتنة على أنها اسم كان.
و (أَنْ قالُوا) : الخبر.
ويقرأ كذلك ، إلا أنه بالياء ؛ لأنّ تأنيث الفتنة غير حقيقي ، ولأنّ الفتنة هنا بمعنى القول.
ويقرأ بالياء ، ونصب الفتنة على أنّ اسم كان «أنّ قالوا» ، وفتنتهم الخبر.
ويقرأ كذلك إلا أنه بالتاء على معنى أن قالوا ؛ لأنّ أن قالوا بمعنى القول والمقالة والفتنة.
(رَبِّنا) : يقرأ بالجرّ صفة لاسم الله. وبالنصب على النداء ، أو على إضمار أعني ؛ وهو معترض بين القسم والمقسم عليه. والجواب (ما كُنَّا).
٢٥ ـ (مَنْ يَسْتَمِعُ) : وحّد الضمير في الفعل حملا على لفظ «من» ، وما جاء منه على لفظ الجمع ، فعلى معنى «من» ؛ نحو : (مَنْ يَسْتَمِعُونَ) ، و (مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ).
(أَنْ يَفْقَهُوهُ) : مفعول من أجله ؛ أي كراهة أن يفقهوه.
و (وَقْراً) : معطوف على أكنّة ، ولا يعدّ الفصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف فصلا ؛ لأنّ الظرف أحد المفاعيل ؛ فيجوز تقديمه وتأخيره ؛ ووحّد الوقر هنا لأنّه مصدر ، وقد استوفى القول فيه في أول البقرة.
(حَتَّى إِذا) : إذا في موضع نصب بجوابها ، وهو يقول ؛ وليس لحتى هنا عمل ، وإنما أفادت معنى الغاية ، كما لا تعمل في الجمل.
و (يُجادِلُونَكَ) : حال من ضمير الفاعل في جاءوك.
والأساطير جمع ؛ واختلف في واحده ؛ فقيل هو اسطورة ، وقيل : واحدها اسطار ، والأسطار : جمع سطر ـ بتحريك الطاء ، فيكون أساطير جمع الجمع ، فأما سطر ـ بسكون الطاء ـ فجمعه سطور ، وأسطر.
٢٦ ـ (وَيَنْأَوْنَ) : يقرأ بسكون النون وتحقيق الهمزة ، وبإلقاء حركة الهمزة على النون وحذفها ، فيصير اللفظ بها «ينون» بفتح النون وواو ساكنة بعدها.
و (أَنْفُسَهُمْ) : مفعول يهلكون.
٢٧ ـ (وَلَوْ تَرى) : جواب «لو» محذوف ، تقديره : لشاهدت أمرا عظيما.
ووقف متعدّ ، وأوقف لغة ضعيفة ، والقرآن جاء بحذف الألف ، ومنه : وقفوا ؛ فبناؤه لما لم يسمّ فاعله ، ومنه : «وقفوهم».
(وَلا نُكَذِّبَ) ـ و (نَكُونَ) : يقرآن بالرفع. وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو معطوف على «نردّ» ، فيكون عدم التكذيب والكون من المؤمنين متمنّين أيضا كالردّ.
والثاني ـ أن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي ونحن لا نكذب ؛ وفي المعنى وجهان :
أحدهما ـ أنه متمنّى أيضا ؛ فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد.
والثاني ـ أن يكون المعنى أنهم ضمنوا ألّا يكذبوا بعد الردّ ؛ فلا يكون للجملة موضع.