ويجوز أن يكون جنسا ، والمراد الذين.
(فِي الْأَرْضِ) : يجوز أن يكون متعلقا باستهوته ، وأن يكون حالا من (حَيْرانَ) ؛ أي حيران كائنا في الأرض.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في حيران ، وأن يكون حالا من الهاء في استهوته.
و (حَيْرانَ) : حال من الهاء ، أو من الضمير في الظرف ؛ ولم ينصرف لأنّ مؤنثه حيرى.
(لَهُ أَصْحابٌ) : يجوز أن تكون الجملة مستأنفة ، وأن تكون حالا من الضمير في «حيران». أو من الضمير في الظّرف ، أو بدلا من الحال التي قبلها.
(ائْتِنا) : أي يقولون : ائتنا.
(لِنُسْلِمَ) : أي أمرنا بذلك لنسلم.
وقيل : اللام بمعنى الباء. وقيل : هي زائدة ؛ أي أن نسلم.
٧٢ ـ (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) : أن مصدرية ، وهي معطوفة على (لِنُسْلِمَ).
وقيل : هو معطوف على قوله : (إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) ؛ التقدير : وقل أن أقيموا.
وقيل : هو محمول على المعنى ؛ أي : قيل لنا أسلموا ، وأن أقيموا.
٧٣ ـ (وَيَوْمَ يَقُولُ) : فيه جملة أوجه :
أحدها ـ هو معطوف على الهاء في (اتَّقُوهُ) ؛ أي : واتّقوا عذاب يوم يقول.
والثاني ـ هو معطوف على السموات ؛ أي خلق يوم يقول.
والثالث ـ هو خبر (قَوْلُهُ الْحَقُّ) ؛ أي : وقوله الحقّ يوم يقول ، والواو داخلة على الجملة المقدّم فيها الخبر ، والحقّ صفة ل «قوله».
والرابع ـ هو ظرف لمعنى الجملة التي هي : قوله الحق ؛ أي : يحقّ قوله في يوم يقول كن.
والخامس ـ هو منصوب على تقدير : واذكر.
وأما فاعل (فَيَكُونُ) ففيه أوجه :
أحدهما ـ هو جميع ما يخلقه الله في يوم القيامة.
والثاني ـ هو ضمير المنفوخ فيه من الصّور ، دلّ عليه قوله : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ).
والثالث ـ هو ضمير اليوم.
والرابع ـ هو قوله الحق ؛ أي فيوجد قوله الحق ، وعلى هذا يكون «قوله» بمعنى مقوله ؛ أي فيوجد ما قال له كن. فخرج ممّا ذكرنا أنّ «قوله» : يجوز أن يكون فاعلا والحقّ صفته. أو مبتدأ واليوم خبره والحقّ صفته ؛ وأن يكون مبتدأ ، والحق صفته ، ويوم ينفخ خبره ، أو مبتدأ والحقّ خبره.
(يَوْمَ يُنْفَخُ) : يجوز أن يكون خبر «قوله» على ما ذكرنا ؛ وأن يكون ظرفا للملك ، أو حالا منه ، والعامل «له» ، أو ظرفا لتحشرون ، أو ليقول ، أو لقوله : الحق ، أو لقوله : عالم الغيب.
(عالِمُ الْغَيْبِ) : الجمهور على الرفع ؛ ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وأن يكون فاعل يقول كن ، وأن يكون صفة للذي.
وقرئ بالجر بدلا من رب العالمين ، أو من الهاء في له.
٧٤ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) : إذ في موضع نصب على فعل محذوف ؛ أي واذكروا ، وهو معطوف على أقيموا.
و (آزَرَ) : يقرأ بالمد ووزنه أفعل ، ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقّه من الأزر أو الوزر ؛ ومن اشتقّه من واحد منهما قال : هو عربي ، ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل.
ويقرأ بفتح الراء على أنه بدل من أبيه ، وبالضمّ على النداء.
وقرئ في الشاذ بهمزتين مفتوحتين وتنوين الراء وسكون الزاي ؛ والأزر الخلق مثل الأسر.
ويقرأ بفتح الأولى وكسر الثانية. وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنّ الهمزة الثانية فاء الكلمة وليست بدلا ، ومعناها النقل.
والثاني ـ هي بدل من الواو ، قال : وأصلها وزر ؛ كما قالوا وعاء وإعاء ، ووسادة وإسادة.
والهمزة الأولى على هاتين القرائتين للاستفهام بمعنى الإنكار ، ولا همزة في تتخذ.
وفي انتصابه على هذا وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول من أجله ؛ أي لتحيّرك واعوجاج دينك تتخذ. والثاني ـ هو صفة لأصنام قدّمت عليها وعلى العامل فيها فصارت حالا ؛ أي أتتخذ أصناما ملعونة ، أو معوجة.
و (أَصْناماً) : مفعول أول.
و (آلِهَةً) : ثان. وجاز أن يجعل المفعول الأول نكرة لحصول الفائدة من الجملة ؛ وذلك لأنه يسهل في المفاعيل ما لا يسهل في المبتدأ.
٧٥ ـ (وَكَذلِكَ) : في موضعه وجهان :
أحدهما ـ هو نصب على إضمار وأريناه ، تقديره : وكما رأى أباه وقومه في ضلال مبين أريناه ذلك ؛ أي ما رآه صوابا باطلاعنا إياه عليه.
ويجوز أن يكون منصوبا ب (نُرِي) التي بعده على أنه صفة لمصدر محذوف ، تقديره : نريه ملكوت السموات والأرض رؤية كرؤيته ضلال أبيه.
وقيل : الكاف بمعنى اللام ؛ أي ولذلك نريه.
والوجه الثاني ـ أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف ؛ أي والأمر كذلك ؛ أي كما رآه من ضلالتهم.
(وَلِيَكُونَ) : أي وليكون (مِنَ الْمُوقِنِينَ) أريناه.
وقيل التقدير : ليستدلّ وليكون.