٧٦ ـ (رَأى كَوْكَباً) : يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الأصل. وبالإمالة ؛ لأنّ الألف منقلبة عن ياء ؛ كقولك : رأيت رؤية.
ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين ، وهو نوع من الإمالة.
ويقرأ بجعل الراء كذلك اتباعا للهمزة.
ويقرأ بكسرهما ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنّه كسر الهمزة للإمالة ، ثم أتبعها الراء.
والثاني ـ أنّ أصل الهمزة الكسر ، بدليل قولك في المستقبل : يرى ؛ أي يرأى. وإنما فتحت من أجل حرف الحلق ، كما تقول : وسع يسع ، ثم كسر الحرف الأول في الماضي اتباعا لكسرة الهمزة ؛ فإن لقي الألف ساكن مثل : رأى الشّمس ـ فقد قرئ بفتحهما على الأصل ، وبكسرهما على ما تقدم.
وبكسر الراء وفتح الهمزة ؛ لأنّ الألف سقطت من اللفظ لأجل الساكن بعدها ، والمحذوف هنا في تقدير الثابت ، وكان كسر الراء تنبيها على أنّ الأصل كسر الهمزة ، وأن فتحها دليل على الألف المحذوفة.
(هذا رَبِّي) : مبتدأ وخبر ؛ تقديره أهذا ربي؟
وقيل : هو على الخبر ؛ أي هو غير استفهام.
٧٨ ـ (بازِغَةً) : هو حال من الشمس ؛ وإنما قال للشمس «هذا» على التذكير ، لأنّه أراد هذا الكوكب ، أو الطالع ، أو الشخص ، أو الضّوء ، أو الشيء ؛ أو لأنّ التأنيث غير حقيقي.
٧٩ ـ (لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ) : أي لعبادته ، أو لرضاه.
٨٠ ـ (أَتُحاجُّونِّي) : يقرأ بتشديد النون.
على إدغام نون الرفع في نون الوقاية ؛ والأصل تحاجّونني.
ويقرأ بالتخفيف على حذف إحدى النونين.
وفي المحذوفة وجهان :
أحدهما ـ هي نون الوقاية ؛ لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال ، وقد جاء ذلك في الشعر.
والثاني ـ المحذوفة نون الرفع ؛ لأنّ الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون الرفع لا تكسر ، وقد جاء ذلك في الشعر كثيرا ؛ قال الشاعر :
كلّ له نية في بغض صاحبه |
|
بنعمة الله نقليكم وتقلونا |
أي تقلوننا ، والنون الثانية هنا ليست وقاية بل هي من الضمير ، وحذف بعض الضمير لا يجوز ، وهو ضعيف أيضا ؛ لأنّ علامة الرفع لا تحذف إلا بعامل. (ما تُشْرِكُونَ بِهِ) : «ما» بمعنى الذي ؛ أي ولا أخاف الصّنم الذي تشركون به ؛ أي بالله ؛ فالهاء في «به» ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون الهاء عائدة على ما ؛ أي ولا أخاف الذي تشركون بسببه ؛ ولا تعود على الله.
ويجوز أن تكون «ما» نكرة موصوفة ، وأن تكون مصدرية.
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ) : يجوز أن يكون استثناء من جنس الأول ؛ تقديره : إلا في حال مشيئة ربّي ؛ أي لا أخافها في كل حال إلا في هذه الحال.
ويجوز أن يكون من غير الأول ؛ أي لكن أخاف أن يشاء ربي خوفي ما أشركتم.
و (شَيْئاً) : نائب عن المصدر ؛ أي : مشيئة.
ويجوز أن يكون مفعولا به ؛ أي : إلا أن يشاء ربي أمرا غير ما قلت.
و (عِلْماً) : تمييز.
و (كُلَّ شَيْءٍ) : مفعول وسع ؛ أي علم كلّ شيء.
ويجوز أن يكون «علما» على هذا التقدير مصدرّا لمعين وسع ؛ لأنّ ما يسع الشيء فقد أحاط به ، والعالم بالشيء محيط بعلمه.
٨١ ـ (وَكَيْفَ أَخافُ) : كيف حال ، والعامل فيها أخاف ، وقد ذكر.
و (ما أَشْرَكْتُمْ) : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ؛ والعائد محذوف ؛ وأن تكون مصدرية.
(ما لَمْ) : «ما» بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، وهي في موضع نصب بأشركتم.
و (عَلَيْكُمْ) : متعلق بينزّل.
ويجوز أن يكون حالا من «سلطان» ؛ أي ما لم ينزل به حجة عليكم. والسلطان مثل الرّضوان والكفران.
وقد قرئ بضم اللام ؛ وهي لغة أتبع فيها الضم.
٨٢ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم الذين.
والثاني ـ هو مبتدأ ، و (أُولئِكَ) بدل منه ، أو مبتدأ ثان.
(لَهُمُ الْأَمْنُ) : مبتدأ وخبر ، والجملة خبر لما قبلها. ويجوز أن يكون الأمن مرفوعا بالجار ، لأنه معتمد على ما قبله.
٨٣ ـ (وَتِلْكَ) : هو مبتدأ ، وفي (حُجَّتُنا) وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من «تلك».
وفي (آتَيْناها) وجهان : أحدهما : هو خبر عن المبتدأ.
و (عَلى قَوْمِهِ) : متعلق بمحذوف ، أي آتيناها إبراهيم حجة على قومه ، أو دليلا.
والثاني : أن تكون حجّتنا خبر تلك ، وآتيناها في موضع الحال من الحجّة ؛ والعامل معنى الإشارة ؛ ولا يجوز أن يتعلّق «على» بحجّتنا ؛ لأنّها مصدر ، وآتيناها خبر ، أو حال ؛ وكلاهما لا يفصل به بين الموصول والصلة.
(نَرْفَعُ) : يجوز أن يكون في موضع الحال من (آتَيْناها) ، ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويقرأ بالنون والياء ، وكذلك في نشاء ؛ والمعنى ظاهر.
(دَرَجاتٍ) : يقرأ بالإضافة ، وهو مفعول نرفع ؛ ورفع درجة الإنسان رفع له.
ويقرأ بالتنوين. و (مَنْ) : على هذا مفعول نرفع ، ودرجات ظرف ، أو حرف الجر محذوف منها ؛ أي إلى درجات.
٨٤ ـ (كُلًّا هَدَيْنا) : كلا منصوب بهدينا ، والتقدير : كلّا منهما.
(وَنُوحاً هَدَيْنا) : أي هدينا نوحا.
والهاء في (ذُرِّيَّتِهِ) : تعود على نوح ، والمذكورون بعده من الأنبياء ذرية نوح ، والتقدير : وهدينا من ذريته هؤلاء.
وقيل : تعود على إبراهيم ؛ وهذا ضعيف ؛ لأنّ من جملتهم لوطا ، وليس من ذريّة إبراهيم.
(وَكَذلِكَ نَجْزِي) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ؛ أي ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك.
٨٥ ـ وأما (عيسى) فقيل : هو أعجمي لا يعرف له اشتقاق. وقيل هو مشتقّ من العيس ، وهو البياض.
وقيل من العيس ، وهو ماء الفحل ؛ وقيل هو من عاس يعوس إذا أصلح ؛ فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو.
٨٦ ـ وأما (الْيَسَعَ) فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة. وفيه وجهان :