١٠٤ ـ (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ) : لم يلحق الفعل تاء التأنيث ؛ للفصل بينه وبين المفعول ؛ ولأنّ تأنيث الفاعل غير حقيقي.
و (مِنْ) : متعلقة بجاء. ويجوز أن تكون صفة للبصائر ، فتتعلق بمحذوف.
(فَمَنْ أَبْصَرَ) : من مبتدأ ، فيجوز أن تكون شرطا ، فيكون الخبر أبصر ، وجواب من (فَعَلَيْها).
ويجوز أن تكون بمعنى الذي ، وما بعد الفاء الخبر ، والمبتدأ فيه محذوف ، تقديره : فإبصاره لنفسه. وكذلك قوله : (وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها).
١٠٥ ـ (وَكَذلِكَ) : الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ؛ أي (نُصَرِّفُ الْآياتِ) تصريفا مثل ما تلوناها عليك.
(وَلِيَقُولُوا) ؛ أي وليقولوا درست صرّفنا ، واللام لام العاقبة ؛ أي إنّ أمرهم يصير إلى هذا.
وقيل : إنه قصد بالتصريف أن يقولوا درست عقوبة لهم.
دارست : يقرأ بالألف وفتح التاء ؛ أي دارست أهل الكتاب.
ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف ؛ أي درست الكتب المتقدمة. ويقرأ كذلك إلا أنه بالتشديد ، والمعنى ، كالمعنى الأول.
ويقرأ بضمّ الدال مشدّدا على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ «دورست» ـ بالتخفيف والواو على ما لم يسمّ فاعله ، والواو مبدلة من الألف في دارست.
ويقرأ بفتح الدال والراء والسين وسكون التاء ؛ أي انقطعت الآيات وانمحت.
ويقرأ كذلك إلا إنه على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ درس ـ من غير تاء ، والفاعل النبيّ صلىاللهعليهوسلم. وقيل : الكتاب ؛ لقوله : (وَلِنُبَيِّنَهُ).
١٠٦ ـ (مِنْ رَبِّكَ) : يجوز أن تكون متعلّقة بأوحي. وأن تكون حالا من الضمير المفعول المرفوع في أوحي. وأن تكون حالا من «ما».
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من ربك ؛ أي من ربك منفردا ، وهي حال مؤكدة.
١٠٧ ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ) : المفعول محذوف ؛ أي ولو شاء الله إيمانهم.
و (جَعَلْناكَ) : متعدّية إلى مفعولين ، و (حَفِيظاً) الثاني.
وعليهم : يتعلّق ب «حفيظا» ، ومفعوله محذوف ؛ أي وما صيّرناك تحفظ عليهم أعمالهم.
وهذا يؤيد قول سيبويه في إعمال فعيل.
١٠٨ ـ (مِنْ دُونِ اللهِ) : حال من (الَّذِينَ) ، أو من العائد عليها.
(فَيَسُبُّوا) : منصوب على جواب النهي.
وقيل : هو مجزوم على العطف ، كقولهم : لا تمددها فتشققها.
و (عَدْواً) : بفتح العين وتخفيف الدال ، وهو مصدر. وفي انتصابه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو مفعول له. والثاني ـ مصدر من غير لفظ الفعل ؛ لأنّ السبّ عدوان في المعنى.
والثالث ـ هو مصدر في موضع الحال ، وهي حال مؤكدة.
ويقرأ بضمّ العين والدال وتشديد الواو ، وهو مصدر على فعول ، كالجلوس والعقود.
ويقرأ بفتح العين والتشديد ، وهو واحد في معنى الجمع ؛ أي أعداء ، وهو حال.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال أيضا مؤكدة.
(كَذلِكَ) : في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ؛ أي كما زيّنا لكلّ أمّة عملهم زيّنا لهؤلاء عملهم.
١٠٩ ـ (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) : قد ذكر في المائدة.
(وَما يُشْعِرُكُمْ) : «ما» : استفهام في موضع رفع بالابتداء ، ويشعركم الخبر ، وهو يتعدّى إلى مفعولين.
(أَنَّها) : يقرأ بالكسر على الاستئناف ، والمفعول الثاني محذوف. تقديره : وما يشعركم إيمانهم.
ويقرأ بالفتح. وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أنّ «أن» بمعنى «لعل» ، حكاه الخليل عن العرب ، وعلى هذا يكون المفعول الثاني أيضا محذوفا.
والثاني ـ أن «لا» زائدة ، فتكون «أن» وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني.
والثالث ـ أن «أن» على بابها ، و «لا» : غير زائدة ، والمعنى : وما يدريكم عدم إيمانهم. وهذا جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبدا ويئس من إيمانهم ، والتقدير : لا يؤمنون بها ، فحذف المفعول.
١١٠ ـ (كَما لَمْ يُؤْمِنُوا) : «ما» مصدرية ، والكاف نعت لمصدر محذوف ؛ أي تقليبا ككفرهم ؛ أي عقوبة مساوية لمعصيتهم.
و (أَوَّلَ مَرَّةٍ) : ظرف زمان ؛ وقد ذكر.
(وَنَذَرُهُمْ) : يقرأ بالنون وضمّ الراء ، وبالياء كذلك ، والمعنى مفهوم.
ويقرأ بسكون الراء. وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه سكّن لثقل توالي الحركات.
والثاني ـ أنه مجزوم عطفا على يؤمنوا.
والمعنى : جزاء على كفرهم ، وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون ، بل بيّن لهم.