١١١ ـ (قُبُلاً) : يقرأ ـ بضم القاف والباء ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو جمع قبيل ؛ مثل قليب وقلب.
والثاني ـ أنه مفرد كقبل الإنسان ودبره ؛ وعلى كلا الوجهين هو حال من كل ؛ وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العموم.
ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة.
ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء. وفيه وجهان أيضا :
أحدهما ـ هو ظرف ، كقولك : لي قبله حقّ.
والثاني ـ مصدر في موضع الحال ؛ أي عيانا ، أو معاينة.
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) : في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل : هو متصل ؛ والمعنى : ما كانوا ليؤمنوا في كل حال إلا في حال مشيئة الله تعالى.
١١٢ ـ (وَكَذلِكَ) : هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع.
و (جَعَلْنا) : متعدية إلى مفعولين. وفي المفعول الأول وجهان :
أحدهما ـ هو (عَدُوًّا). والثاني (لِكُلِّ نَبِيٍّ).
و (شَياطِينَ) : بدل من عدو.
والثاني ـ المفعول الأول شياطين ، وعدوّا المفعول الثاني مقدّم ؛ ولكل نبي صفة لعدو قدّمت فصارت حالا.
(يُوحِي) : يجوز أن يكون حالا من شياطين ، وأن يكون صفة لعدو. وعدوّ : في موضع أعداء.
(غُرُوراً) : مفعول له. وقيل مصدر في موضع الحال.
والهاء في (فَعَلُوهُ) : يجوز أن تكون الهاء ضمير الإيحاء ، وقد دلّ عليه يوحي ، وأن تكون ضمير الزخرف ، أو القول ، أو الغرور.
(وَما يَفْتَرُونَ) : «ما» بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة أو مصدرية ، وهي في موضع نصب عطفا على المفعول قبلها.
ويجوز أن تكون الواو بمعنى «مع».
١١٣ ـ (وَلِتَصْغى) : الجمهور على كسر اللام ، وهو معطوف على (غُرُوراً) ؛ أي ليغرّوا ولتصغى.
وقيل : هي لام القسم كسرت لما لم يؤكّد الفعل بالنون. وقرئ بإسكان اللام ، وهي مخفّفة لتوالي الحركات ؛ وليست لام الأمر ، لأنه لم يجزم الفعل ، وكذلك القول في : (وَلِيَرْضَوْهُ ؛ وَلِيَقْتَرِفُوا).
و «ما» : بمعنى الذي ، والعائد محذوف ؛ أي وليقترفوا الذي هم مقترفوه ؛ وأثبت النون لما حذف الهاء.
١١٤ ـ (أَفَغَيْرَ اللهِ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول أبتغي ، و (حَكَماً) : حال منه.
والثاني ـ أن حكما مفعول أبتغي ، و «غير» حال من «حكما» مقدّم عليه.
وقيل : حكما تمييز.
و (مُفَصَّلاً) : حال من الكتاب.
و (بِالْحَقِ) : حال من الضمير المرفوع في منزل.
١١٥ ـ (صِدْقاً وَعَدْلاً) : منصوبان على التمييز. ويجوز أن يكون مفعولا من أجله. وأن يكون مصدرا في موضع الحال.
(لا مُبَدِّلَ) : مستأنف. ولا يجوز أن يكون حالا من (رَبِّكَ) ، لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالأجنبي ، وهو قوله : (صِدْقاً وَعَدْلاً) ، إلا أن يجعل صدقا وعدلا حالين من ربّك لا من الكلمات.
١١٧ ـ (أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُ) : في «من» وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة بمعنى فريق ؛ فعلى هذا تكون في موضع نصب بفعل دلّ عليه أعلم لا بنفس أعلم ؛ لأنّ أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب ، والتقدير : يعلم من يضل.
ولا يجوز أن يكون «من» في موضع جرّ بالإضافة على قراءة من فتح الياء ، لئلا يصير التقدير : هو أعلم الضالين ؛ فيلزم أن يكون سبحانه ضالا ، تعالى عن ذلك.
ومن قرأ بضم الياء فمن في موضع نصب أيضا على ما بيننا ؛ أي يعلم المضلّين. ويجوز أن يكون في موضع جر ، إما على معنى هو أعلم المضلّين ؛ أي من يجد الضلال ، وهو من أضللته ، أي وجدته ضالا ؛ مثل أحمدته ، وجدته محمودا ، أو بمعنى أنه يضل عن الهدى.
والوجه الثاني ـ أن «من» استفهام في موضع مبتدأ ، ويضلّ الخبر ، وموضع الجملة نصب ب «يعلم» المقدّرة ، ومثله : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى).
١١٩ ـ (وَما لَكُمْ) : «ما» استفهام في موضع رفع بالإبتداء ، ولكم الخبر.
و (أَلَّا تَأْكُلُوا) : فيه وجهان :
أحدهما ـ حرف الجر مراد معه ؛ أي في أن لا تأكلوا ، ولما حذف حرف الجر كان في موضع نصب ، أو في موضع جرّ على اختلافهم في ذلك ، وقد ذكر في غير موضع.
والثاني ـ أنه في موضع الحال ؛ أي وأي شيء لكم تاركين الأكل. وهو ضعيف ؛ لأنّ «أن» تمحّض الفعل للاستقبال ، وتجعله مصدرا ؛ فيمتنع الحال ، إلا أن تقدر حذف مضاف تقديره : وما لكم ذوي أن لا تأكلوا.
والمفعول محذوف ؛ أي شيئا مما ذكر اسم الله عليه.
(وَقَدْ فَصَّلَ) : الجملة حال ؛ ويقرأ بالضم على ما لم يسمّ فاعله ؛ وبالفتح على تسمية الفاعل ، وبتشديد الصاد وتخفيفا ، وكلّ ذلك ظاهر.