٣٥ ـ (وَما كانَ صَلاتُهُمْ) : الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء ، وهو ظاهر.
وقرأ الأعمش بالعكس ؛ وهي ضعيفة ، ووجهها : أنّ المكاء والصلاة مصدران ، والمصدر جنس ، ومعرفة الجنس قريبة من نكرته ، ونكرته قريبة من معرفته ألا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الأسد ، أو فإذا أسد ؛ ويقوّي ذلك أنّ الكلام قد دخله النّفي والإثبات ، وقد يحسن في ذلك ما لا يحسن في الإثبات المحض ؛ ألا ترى أنه لا يحسن : كان رجل خيرا منك ، ويحسن ما كان رجل إلا خيرا منك؟
وهمزة المكاء مبدلة من واو ، لقولهم : مكا يمكو.
والأصل في التصدية ؛ تصددة ؛ لأنه من الصد ؛ فأبدلت الدال الأخيرة ياء لثقل التضعيف.
وقيل : هي أصل ، وهو من الصّدى الذي هو الصوت.
٣٧ ـ (لِيَمِيزَ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف ، وقد ذكر في آل عمران.
و (بَعْضَهُ) : بدل من الخبيث بدل البعض ؛ أي بعض الخبيث على بعض.
(وَيَجْعَلَ) هنا متعدّية إلى مفعول بنفسها ، وإلى الثاني بحرف الجر. وقيل : الجار والمجرور حال ، تقديره : ويجعل بعض الخبيث عاليا على بعض.
٤٠ ـ (نِعْمَ الْمَوْلى) : المخصوص بالمدح محذوف ؛ أي نعم المولى الله سبحانه.
٤١ ـ (أَنَّما غَنِمْتُمْ) : «ما» : بمعنى الذي ، والعائد محذوف.
و (مِنْ شَيْءٍ) : حال من العائد المحذوف ، تقديره : ما غنمتموه قليلا أو كثيرا.
(فَأَنَّ لِلَّهِ) : يقرأ بفتح الهمزة. وفي الفاء وجهان :
أحدهما ـ أنها دخلت في خبر «الذي» لما في الذي من معنى المجازاة ، و «أن» وما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فالحكم أنّ لله خمسه.
والثاني ـ أنّ الفاء زائدة ، و «أن» بدل من الأولى.
وقيل : «ما» مصدرية ، والمصدر بمعنى المفعول ؛ أي واعلموا أن غنيمتكم ؛ أي مغنومكم.
ويقرأ بكسر الهمزة في «إن» الثانية على أن تكون «إن» وما عملت فيه مبتدأ وخبرا في موضع خبر الأولى.
والخمس ـ بضم الميم وسكونها لغتان قد قرئ بهما.
(يَوْمَ الْفُرْقانِ) : ظرف لأنزلنا ، أو لآمنتم.
(يَوْمَ الْتَقَى) : بدل من يوم الأوّل.
ويجوز أن يكون ظرفا للفرقان ؛ لأنه مصدر بمعنى التّفريق.
٤٢ ـ (إِذْ أَنْتُمْ) : «إذ» بدل من يوم أيضا.
ويجوز أن يكون التقدير : اذكروا إذ أنتم.
ويجوز أن يكون ظرفا لقدير.
والعدوة ـ بالضم والكسر لغتان قد قرئ بهما.
(الْقُصْوى) ـ بالواو ، وهي خارجة على الأصل ، وأصلها من الواو. وقياس الاستعمال أن تكون القصيا ؛ لأنه صفة كالدنيا والعليا ، وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقا بين الاسم والصفة. (وَالرَّكْبُ) : جمع راكب في المعنى ، وليس بجمع في اللفظ ؛ ولذلك تقول في التصغير : ركيب ، كما تقول فريخ.
و (أَسْفَلَ مِنْكُمْ) : ظرف ؛ أي والرّكب في مكان أسفل منكم ؛ أي أشدّ تسفّلا ، والجملة حال من الظرف الذي قبله.
ويجوز أن تكون في موضع رفع عطفا على أنتم ؛ أي وإذ الركب أسفل منكم.
(لِيَقْضِيَ اللهُ) : أي فعل ذلك ليقضي.
(لِيَهْلِكَ) : يجوز أن يكون بدلا من ليقضي بإعادة الحرف ، وأن يكون متعلقا بيقضي ، أو ب (مَفْعُولاً).
(مَنْ هَلَكَ) : الماضي هنا بمعنى المستقبل.
ويجوز أن يكون المعنى ؛ ليهلك بعذاب الآخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل.
(مَنْ حَيَ) : يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل ؛ لأنّ الحرفين متماثلان متحركان ؛ فهو مثل شدّ ومدّ ، ومنه قول عبيد :
عيوا بأمرهم كما |
|
عيت ببيضتها الحمامه |
ويقرأ بالإظهار ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنّ الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا ، فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي ، وليس كذلك شدّ ومدّ ؛ فإنه يدغم فيهما جميعا.
والوجه الثاني ـ أنّ حركة الحرفين مختلفة ؛ فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة ، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين ؛ ولذلك أجازوا في الاختيار : لححت عينه ؛ وضبب البلد ، إذا كثر ضبّه.
ويقوّي ذلك أنّ الحركة الثانية عارضة ؛ فكأنّ الياء الثانية ساكنة ، ولو سكنت لم يلزم الإدغام ؛ وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن ، والياءان أصل ، وليست الثانية بدلا من واو ، فأمّا الحيوان فالواو فيه بدل من الياء ، وأما الحواء فليس من لفظ الحيّة ، بل من حوى يحوي ، إذا جمع.
و (عَنْ بَيِّنَةٍ) : في الموضعين يتعلّق بالفعل الأول.
٤٣ ـ (إِذْ يُرِيكَهُمُ) : أي اذكروا ؛ ويجوز أن يكون ظرفا لعليم.
٤٦ ـ (فَتَفْشَلُوا) : في موضع نصب على جواب النهي ، وكذلك (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).