ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء ، أو من الضمير في «لكما».
٨١ ـ (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) : يقرأ بالاستفهام ؛ فعلى هذا تكون «ما» استفهاما ، وفي موضعها وجهان.
أحدهما ـ نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما ، تقديره : أي شيء أتيتم به ، و «جئتم به» يفسّر المحذوف.
فعلى هذا في قوله «السحر» وجهان :
أحدهما : هو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو السحر.
والثاني : أن يكون الخبر محذوفا ؛ أي السحر هو.
والثاني ـ موضعها رفع بالابتداء ، و «جئتم به» الخبر.
و «السحر» فيه وجهان : أحدهما ـ ما تقدّم من الوجهين.
والثاني ـ هو بدل من موضع «ما» ؛ كما تقول : ما عندك ؛ أدينار أم درهم؟
ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان :
أحدهما ـ استفهام أيضا في المعنى ، وحذفت الهمزة للعلم بها.
والثاني ـ هو خبر في المعنى ؛ فعلى هذا تكون «ما» بمعنى الذي ، و «جئتم به» صلتها ، والسّحر خبرها.
ويجوز أن تكون «ما» استفهاما ، والسحر خبر مبتدأ محذوف.
٨٣ ـ (وَمَلَائِهِمْ) : فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه :
أحدها ـ هو عائد على الذريّة ، ولم تؤنّث ؛ لأنّ الذرية قوم ؛ فهو مذكّر في المعنى.
والثاني ـ هو عائد على القوم.
والثالث ـ يعود على فرعون ؛ وإنما جمع لوجهين :
أحدهما ـ أنّ فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع ، كما يقول العظيم : نحو نأمر.
والثاني ـ أنّ فرعون صار اسما لأتباعه ؛ كما أنّ ثمود اسم للقبيلة كلّها.
وقيل : الضمير يعود على محذوف ؛ تقديره : من آل فرعون وملئهم ؛ أي ملأ الآل ؛ وهذا عندنا غلط ؛ لأنّ المحذوف لا يعود إليه ضمير ؛ إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول : زيد قاموا ، وأنت تريد غلمان زيد قاموا.
(أَنْ يَفْتِنَهُمْ) : هو في موضع جرّ بدلا من فرعون ؛ تقديره : على خوف فتنة من فرعون.
ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف ؛ أي على خوف فتنة فرعون.
٨٧ ـ (أَنْ تَبَوَّءا) : يجوز أن تكون «أن» المفسرة ولا يكون لها موضع من الإعراب. وأن تكون مصدريّة فتكون في موضع نصب بأوحينا.
والجمهور على تحقيق الهمزة ؛ ومنهم من جعلها ياء وهي مبدلة من الهمزة تخفيفا.
(لِقَوْمِكُما) : فيه وجهان :
أحدهما ـ اللام غير زائدة ، والتقدير : اتّخذا لقومكما بيوتا ؛ فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوّا ، وأن يكون حالا من البيوت.
والثاني ـ اللام زائدة ، والتقدير : بوّءا قومكما بيوتا ؛ أي أنزلاهم ، وتفعّل وفعّل بمعنى ، مثل علقها وتعلّقها.
فأما قوله : (بِمِصْرَ) فيجوز أن يتعلّق بتبوّءا ، وأن يكون حالا من البيوت ، وأن يكون حالا من قومكما.
وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوّا ، وفيه ضعف.
(وَاجْعَلُوا) ـ (وَأَقِيمُوا) : إنما جمع فيهما ؛ لأنه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما ، وأفرد في قوله : (وَبَشِّرِ) ؛ لأنه أراد موسى عليهالسلام وحده ؛ إذ كان هو الرسول ، وهارون وزيرا له ؛ فموسى عليهالسلام هو الأصل.
٨٨ ـ (فَلا يُؤْمِنُوا) : في موضعه وجهان :
أحدهما ـ النصب ، وفيه وجهان : أحدهما : هو معطوف على (لِيُضِلُّوا). والثاني : هو جواب الدعاء في قوله : اطمس. واشدد.
والقول الثاني ـ موضعه جزم ؛ لأن معناه الدعاء ، كما تقول : لا تعذبني.
٨٩ ـ (وَلا تَتَّبِعانِ) : يقرأ بتشديد النون ، والنون للتوكيد ، والفعل مبني معها ، والنون التي تدخل للرفع ولا وجه لها هاهنا ؛ لأنّ الفعل هنا غير معرب.
ويقرأ بتخفيف النون وكسرها. وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه نهي أيضا ، وحذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا ؛ ولم تحذف الثانية ؛ لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة ، واحتاج إلى تحريك الساكنة ، وحذف الساكنة أقلّ تغيرا.
والوجه الثاني ـ أنّ الفعل معرب مرفوع ؛ وفيه وجهان :
أحدهما : هو خبر في معنى النهي ، كما ذكرنا في قوله : (لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ).
والثاني : هو في موضع الحال ، والتقدير : فاستقيما غير متبعين.
٩٠ ـ (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ) : الباء للتعدية مثل الهمزة ، كقولك : أجزت الرجال البحر.
(بَغْياً وَعَدْواً) : مفعول من أجله ، أو مصدر في موضع الحال.