سورة يوسف
١ ـ (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) : قد ذكر في أول يونس.
٢ ـ (قُرْآناً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ أنه توطئة للحال التي هي (عَرَبِيًّا).
والثاني أنه حال ، وهو مصدر في موضع المفعول ؛ أي مجموعا أو مجتمعا. وعربيّ صفة له على رأي من يصف الصفة ، أو حال من الضمير الذي في المصدر على رأي من قال : يحتمل الضمير إذا وقع موقع ما يحتمل الضمير.
٣ ـ (أَحْسَنَ) : ينتصب انتصاب المصدر.
(بِما أَوْحَيْنا) : «ما» : مصدرية ، و (هذَا) مفعول «أوحينا» و (الْقُرْآنَ) : نعت له ، أو بيان.
ويجوز في العربية جرّه على البدل من «ما» ، ورفعه على إضمار هو. والباء متعلقة بنقصّ.
ويجوز أن يكون حالا من أحسن.
والهاء في (قَبْلِهِ) ترجع على القرآن ؛ أو على هذا ، أو على الإيحاء.
٤ ـ (إِذْ قالَ) ؛ أي اذكر إذ.
وفي (يُوسُفُ) ست لغات : ضمّ السين ، وفتحها ، وكسرها بغير همز فيهن ، وبالهمز فيهنّ ، ومثله يونس. (يا أَبَتِ) : يقرأ بكسر التاء ، والتاء فيه زائدة عوضا من ياء المتكلم ، وهذا في النداء خاصة ، وكسرت التاء لتدلّ على الياء المحذوفة ؛ ولا يجمع بينهما ، لئلا يجمع بين العوض والمعوّض ويقرأ بفتحها ، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ أنه حذف التاء التي هي عوض من الياء ، كما تحذف تاء طلحة في الترخيم ، وزيدت بدلها تاء أخرى ، وحرّكت بحركة ما قبلها ، كما قالوا : يا طلحة ، أقبل ـ بالفتح.
والثاني ـ أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف.
والثالث ـ أنه أراد يا أبتا ، كما جاء في الشعر يا أبتا علّك أو عساكا فحذفت الألف تخفيفا.
وقد أجاز بعضهم ضمّ التاء لشبهها بتاء التأنيث.
فأمّا الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم ؛ لأنها ليست للتأنيث ، فيبقى لفظها دليلا على المحذوف. وبالهاء عند آخرين شبّهوها بهاء التأنيث.
وقيل : الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء.
وقيل : هي زائدة لبيان الحركة.
و (أَحَدَ عَشَرَ) : بفتح العين على الأصل ، وبإسكانها على التخفيف فرارا من توالي الحركات ، وإيدانا بشدّة الامتزاج.
وكرّر (رَأَيْتُ) تفخيما لطول الكلام ؛ وجعل الضمير على لفظ المذكّر ؛ لأنّه وصفه بصفات من يعقل ، من السجود والطاعة ؛ ولذلك جمع الصفة جمع السلامة.
و (ساجِدِينَ) : حال ؛ لأنّ الرؤية من رؤية العين.
٥ ـ (رُؤْياكَ) : الأصل الهمز ، وعليه الجمهور.
وقرئ بواو مكان الهمز ، لانضمام ما قبلها.
ومن العرب من يدغّم ، فيقول ريّاك ، فأجرى المخفّفة مجرى الأصلية. ومنهم من يكسر الراء لتناسب الياء.
(فَيَكِيدُوا) : جواب النهى. (كَيْداً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو مفعول به ، والمعنى : فيضعون لك أمرا يكيدك ، وهو مصدر في موضع الاسم ؛ ومنه قوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) ؛ أي ما تكيدون به ؛ فعلى هذا يكون في اللام وجهان : أحدهما : هي بمعنى من أجلك. والثاني : هي صفة قدمت فصارت حالا.
والوجه الآخر ـ أن يكون مصدرا مؤكّدا ؛ وعلى هذا في اللام ثلاثة أوجه : منها الاثنان الماضيان.
والثالث : أن تكون زائدة : لأنّ هذا الفعل يتعدى بنفسه ، ومنه : (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ).
ونظير زيادتها هنا : (رَدِفَ لَكُمْ).
٦ ـ (وَكَذلِكَ) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ؛ أي اجتباه مثل ذلك.
(إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ) : بدلان من أبويك.
٧ ـ (آياتٌ) : يقرأ على الجمع ؛ لأنّ كلّ خصلة مما جرى آية.
ويقرأ على الإفراد ؛ لأنّ جميعها يجري مجرى الشيء الواحد.
وقيل : وضع الواحد موضع الجمع ، وقد ذكرنا أصل الآية في البقرة.
٩ ـ (أَرْضاً) : ظرف لا طرحوه ؛ وليس بمفعول به ؛ لأن طرح لا يتعدى إلى اثنين.
وقيل : هو مفعول ثان ؛ لأنّ اطرحوه بمعنى أنزلوه ، وأنت تقول : أنزلت زيدا الدار.
١٠ ـ (غَيابَتِ الْجُبِ) : يقرأ بألف بعد الياء وتخفيف الباء ، وهو الموضع الذي يخفى من فيه.
ويقرأ على الجمع ؛ إما أن يكون جمعها بما حولها ، كما قال الشاعر : يزلّ الغلام الخفّ عن صهواته أو أن يكون في الجبّ مواضع على ذلك. وفيه قراءات اخر ظاهرة لم نصل بذكرها.
(يَلْتَقِطْهُ) : الجمهور على الياء حملا على لفظ بعض.
ويقرأ بالتاء حملا على المعنى ؛ إذ بعض السيارة سيّارة ، ومنه قولهم : ذهبت بعض أصابعه.
١١ ـ (لا تَأْمَنَّا) : في موضع الحال.
والجمهور على الإشارة إلى ضمة النون الأولى ؛ فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع. ومنهم من يدلّ عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع ، ومنهم من يدغمها من غير إشمام ، وفي الشاذ من يظهر النون ؛ وهو القياس.