١٢ ـ نرتع : الجمهور على أنّ العين آخر الفعل ، وماضيه رتع ؛ فمنهم من يسكّنها على الجواب ، ومنهم من يضمّها على أن تكون حالا مقدّرة. ومنهم من يقرؤها بالنون ، ومنهم من يقرؤها بالياء.
ويقرأ نرتع ـ بكسر العين ، وهو يفتعل من رعى ؛ أي ترعى ماشيتنا ، أو نأكل نحن.
١٣ ـ (يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) : الأصل في الذئب الهمز ، وهو من قولهم : تذأبت الريح ؛ إذا جاءت من كلّ وجه ؛ كما أنّ الذئب كذلك.
ويقرأ بالياء على التخفيف.
١٤ ـ (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) : الجملة حال.
وقرئ في الشاذ «عصبة» ـ بالنصب ؛ وهو بعيد. ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال ؛ أي : ونحن نتعصّب ، أو نجتمع عصبة.
١٥ ـ (فَلَمَّا ذَهَبُوا) : جواب «لما» محذوف تقديره : عرّفناه ، أو نحو ذلك ؛ وعلى قول الكوفيين الجواب (وَأَوْحَيْنا) ، والواو زائدة.
(وَأَجْمَعُوا) : يجوز أن يكون حالا معه «قد» مرادة ، وأن يكون معطوفا.
١٦ ـ (عِشاءً) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هو ظرف ؛ أي وقت العشاء ؛ و (يَبْكُونَ) : حال.
والثاني ـ أن يكون جمع عاش ، كقائم وقيام.
ويقرأ بضم العين ؛ والأصل عشاة ، مثل غاز وغزاة ، فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضا منها ، ثم قلبت الألف همزة.
وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه : (أَوْ كانُوا غُزًّى).
ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال ، كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضمّ.
ويجوز أن يكون كتؤام ورباب ، وهو شاذّ.
١٨ ـ (عَلى قَمِيصِهِ) ؛ في موضع نصب حالا من الدم ؛ لأنّ التقدير جاؤوا بدم كذب على قميصه.
و (كَذِبٍ) : بمعنى ذي كذب.
ويقرأ في الشاذ بالدال ، والكدب : النقط الخارجة على أطراف الأحداث ، فشبّه الدم اللّاصق على القميص بها. وقيل : الكذب : الطريّ.
(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ؛ أي فشأني ، فحذفت المبتدأ ؛ وإن شئت كان المحذوف الخبر ؛ أي فلي ، أو عندي.
١٩ ـ بشراي : يقرأ بياء مفتوحة بعد الألف ، مثل عصاي ؛ وإنما فتحت الياء من أجل الألف.
ويقرأ بغير ياء ، وعلى الألف ضمّة مقدرة ؛ لأنه منادى مقصود ؛ ويجوز أن يكون منصوبا مثله قوله : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ).
ويقرأ : بشريّ ـ بياء مشدّدة من غير ألف ، وقد ذكر في قوله تعالى : (هُدىً) في البقرة ، والمعنى : يا بشارة ، احضري فهذا أوانك.
(وَأَسَرُّوهُ) : الفاعل ضمير الإخوة. وقيل السيارة. و (بِضاعَةً) : حال.
٢٠ ـ (بَخْسٍ) : مصدر في موضع المفعول ؛ أي مبخوس ؛ أو ذي بخس.
و (دَراهِمَ) : بدل من ثمن.
(وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) : قد ذكر مثله في قوله : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) في البقرة.
(وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ) في المائدة.
٢١ ـ (مِنْ مِصْرَ) : يجوز أن يكون متعلقا بالفعل ؛ كقولك : اشتريت من بغداد ؛ أي فيها ، أو بها.
ويجوز أن يكون حالا من (الَّذِي) ، أو من الضمير في «اشترى» ، فيتعلّق بمحذوف.
(وَلِنُعَلِّمَهُ) : اللام متعلقة بمحذوف ؛ أي ولنعلمه مكنّاه.
وقد ذكر مثله في قوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) ، وغيره.
والهاء في «أمره» : يجوز أن تعود على الله عزوجل ، وأن تعود على يوسف.
٢٣ ـ (هَيْتَ لَكَ) : فيه قراءات :
إحداها ـ فتح الهاء والتاء وياء بينهما.
والثانية ـ كذلك ، إلا أنه بكسر التاء.
والثالثة ـ كذلك ، إلى أنه بضمّها ؛ وهي لغات فيها.
والكلمة اسم للفعل ؛ فمنهم من يقول : هو خبر معناه تهيّأت ، وبني كما بني شتّان ، ومنهم من يقول : هو اسم للأمر ؛ أي أقبل وهلمّ ؛ فمن فتح طلب الخفّة ، ومن كسر فعلى التقاء الساكنين ، مثل جير.
ومنهم من ضمّ ، شبّهه بحيث. واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم : سقيا لك.
والقراءة الرابعة : بكسر الهاء وهمزة ساكنة وضمّ التاء ؛ وهو على هذا فعل من هاء يهاء مثل شاء يشاء ؛ ويهيء مثل : فاء يفيء. والمعنى : تهيأت لك ، أو خلقت ذا هيئة لك ، واللام متعلّقة بالفعل.
والقراءة الخامسة : هيئت لك ، وهي غريبة.
والسادسة ـ بكسر الهاء وسكون الهمزة وفتح التاء ، والأشبه أن تكون الهمزة بدلا من الياء ، أو تكون لغة في الكلمة التي هي اسم للفعل ؛ وليست فعلا ؛ لأنّ ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليهالسلام ، وهو فاسد لوجهين :
أحدهما ـ أنه لم يتهيّأ لها ، وإنما هي تهيّأت له.