أحدهما ـ أنه أشار إلى ما يؤول حاله إليه ، فأجرى المنتظر مجرى الواقع ، وهو من باب التعبير بآخر الأمر عن أوله ؛ كقوله : (أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً). وقوله تعالى : (يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) ؛ أي سبب الرزق ؛ وهو المطر.
والثاني ـ أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم.
٥ ـ (وَالْأَنْعامَ) : هو منصوب بفعل محذوف ، وقد حكي في الشاذ رفعها.
و (لَكُمْ) : فيها وجهان :
أحدهما ـ هي متعلقة بخلق ؛ فيكون (فِيها دِفْءٌ) جملة في موضع الحال من الضمير المنصوب.
والثاني ـ يتعلّق بمحذوف ، فدفء مبتدأ ، والخبر لكم.
وفي «فيها» وجهان :
أحدهما ـ هو ظرف للاستقرار في «لكم».
والثاني ـ هو حال من «دفء».
ويجوز أن يكون «لكم» حالا من دفء ، «وفيها» الخبر.
ويجوز أن يرتفع دفء بلكم أو بفيها ، والجملة كلّها حال من الضمير المنصوب.
ويقرأ «دف» ـ بضم الفاء من غير همز ، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها.
٦ ـ (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ) : مثل : (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ).
و (حِينَ) : ظرف لجمال ، أو صفة له ، أو معمول فيها.
٧ ـ (بالِغِيهِ) : الهاء في موضع جرّ بالإضافة عند الجمهور. وأجاز الأخفش أن تكون منصوبة ؛ واستدلّ بقوله تعالى : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) ، ويستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى.
(إِلَّا بِشِقِ) : في موضع الحال من الضمير المرفوع في «بالغيه» ؛ أي مشقوقا عليكم ؛ والجمهور على كسر الشين. وقرئ بفتحها ، وهي لغة.
٨ ـ (وَالْخَيْلَ) : هو معطوف على الأنعام ؛ أي وخلق الخيل.
(وَزِينَةً) ؛ أي لتركبوها ، ولتتزيّنوا بها زينة ؛ فهو مصدر لفعل محذوف.
ويجوز أن يكون مفعولا من أجله ؛ أي وللزينة.
وقيل التقدير : وجعلها زينة.
ويقرأ بغير واو ، وفيه الوجوه المذكورة ، وفيها وجهان آخران :
أحدهما ـ أن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في تركبوا.
والثاني ـ أن تكون حالا من الهاء ؛ أي لتركبوها تزيّنا بها.
٩ ـ (وَمِنْها جائِرٌ) : الضمير يرجع على السبيل ، وهي تذكر وتؤنث. وقيل : السبيل بمعنى السبل ، فأنّث على المعنى.
و (قَصْدُ) : مصدر بمعنى إقامة السبيل ، أو تعديل السبيل ، وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته.
١٠ ـ (مِنْهُ شَرابٌ) : من هنا للتبعيض ، ومن الثانية للسبية ؛ أي وبسببه إنبات شجر ؛ ودلّ على ذلك قوله : (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ).
١٢ ـ (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : يقرآن بالنصب عطفا على ما قبلهما ؛ ويقرآن بالرفع على الاستئناف.
و (النُّجُومُ) كذلك. و (مُسَخَّراتٌ) على القراءة الأولى حال ، وعلى الثانية خبر.
١٣ ـ (وَما ذَرَأَ لَكُمْ) : في موضع نصب بفعل محذوف ؛ أي وخلق ، أو وأنبت.
و (مُخْتَلِفاً) : حال منه.
١٤ ـ (مِنْهُ لَحْماً) : من لابتداء الغاية.
وقيل التقدير : لتأكلوا من حيوانه لحما.
(فِيهِ) : يجوز أن يتعلّق بمواخر ؛ لأنّ معناه جواري ؛ إذ كان مخر وشقّ وجرى قريبا بعضه من بعض.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر.
١٥ ـ (أَنْ تَمِيدَ) ؛ أي مخافة أن تميد.
(وَأَنْهاراً) : أي وشقّ أنهارا.
١٦ ـ (وَعَلاماتٍ) : أي وضع علامات : ويجوز أن تعطف على (رَواسِيَ).
(وَبِالنَّجْمِ) : يقرأ على لفظ الواحد ، وهو جنس. وقيل : يراد به الجدي ؛ وقيل : الثريا.
ويقرأ بضمّ النون والجيم ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو جمع نجم ، مثل سقف وسقف.
والثاني ـ أنه أراد النجوم ، فحذف الواو ، كما قالوا في أسد واسود واسد ، وقالوا في خيام خيم.
ويقرأ بسكون الجيم ، وهو مخفّف من المضموم.
٢١ ـ (أَمْواتٌ) : إن شئت جعلته خبرا ثانيا ل «هم» ؛ أي وهم يخلقون ويموتون. وإن شئت جعلت يخلقون وأموات خبرا واحدا ؛ وإن شئت كان خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم أموات.
(غَيْرُ أَحْياءٍ) : صفة مؤكّدة.
ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ليدفع به توهّم أن قوله «أموات» فيما بعد ؛ إذ قال تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ) ؛ أي ستموت.
و (أَيَّانَ) : منصوب ب (يُبْعَثُونَ) ، ولا ب (يَشْعُرُونَ).
٢٤ ـ (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : «ماذا» فيها وجهان :
أحدهما ـ «ما» فيها استفهام ، «وذا» بمعنى الذي ، وقد ذكر في البقرة ، والعائد محذوف ؛ أي أنزله.
و (أَساطِيرُ) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : ما ادّعيتموه منزلا أساطير.
ويقرأ أساطير ـ بالنصب ، والتقدير : وذكرتم أساطير ، أو أنزل أساطير على الاستهزاء.