وقيل : «ما» في موضع نصب عطفا على (نَصِيباً) ؛ أي ويجعلون ما يشتهون لهم ؛ وضعّف قوم هذا الوجه ، وقالوا : لو كان كذلك لقال : ولأنفسهم ؛ وفيه نظر.
٥٨ ـ (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) : خبره ، ولو كان قد قرئ «مسودّ» لكان مستقيما ، على أن يكون اسم ظلّ مضمرا فيها ، والجملة خبرها.
(وَهُوَ كَظِيمٌ) : حال من صاحب الوجه.
ويجوز أن يكون من الوجه لأنّه منه.
٥٩ ـ (يَتَوارى) : حال من الضمير في «كظيم».
(أَيُمْسِكُهُ) : في موضع الحال ؛ تقديره : يتوارى متردّدا : هل يمسكه أم لا.
(عَلى هُونٍ) : حال.
٦٢ ـ (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) : يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف ، أو هو بدل مما يكرهون ؛ فعل هذا في قوله : (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من الكذب.
والثاني ـ تقديره : بأنّ لهم ؛ ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل. وعند سيبويه هو في موضع جر. ويقرأ الكذب ـ بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسنة ، وهو جمع واحده كذوب ، مثل صبور وصبر ؛ وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الألسنة مذكّرا أو مؤنثا ، وقد سمع في اللسان الوجهان. وعلى هذه القراءة (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) مفعول تصف.
(لا جَرَمَ) : قد ذكر في هود مستوفى.
(مُفْرَطُونَ) : يقرأ بفتح الراء والتخفيف ، وهو من أفرط إذا حمله على التفريط غيره ، وبالكسر على نسبة الفعل إليه. وبالكسر والتشديد ، وهو ظاهر.
٦٤ ـ (وَهُدىً وَرَحْمَةً) : معطوفان على لتبين ؛ أي للتّبيين والهداية والرحمة.
٦٦ ـ (بُطُونِهِ) : فيما تعود الهاء عليه ستة أوجه :
أحدها ـ أنّ الأنعام تذكّر وتؤنّث ، فذكّر الضمير على إحدى اللغتين.
والثاني ـ أن الأنعام جنس ، فعاد الضمير إليه على المعنى.
والثالث ـ أنّ واحد الأنعام نعم ، والضمير عائد على واحدة ، كما قال الشاعر : مثل الفراخ نتّفت حواصله والرابع ـ أنه عائد على المذكور ؛ فتقديره : مما في بطون المذكور ، كما قال الحطيئة : لزغب كأولاد القطا راث خلفها على عاجزات النّهض حمر حواصله والخامس ـ أنه يعود على البعض الذي له لبن منها.
والسادس ـ أنه يعود على الفحل ؛ لأنّ اللبن يكون من طرق الفحل الناقة ، فأصل اللبن ماء الفحل ، وهذا ضعيف ، لأن اللبن وإن نسب إلى الفحل فقد جمع البطون ، وليس فحل الأنعام واحدا ، ولا للواحد بطون ؛ فإن قال أراد الجنس فقد ذكر.
(مِنْ بَيْنِ) : في موضع نصب على الظرف.
ويجوز أن يكون حالا من «ما» ، أو من اللبن.
(سائِغاً) : الجمهور على قراءته على فاعل.
ويقرأ «سيّغا» بياء مشددة ، وهو مثل سيد وميت ، وأصله من الواو.
٦٧ ـ (وَمِنْ ثَمَراتِ) : الجار يتعلق بمحذوف ، تقديره : وخلق لكم ، أو وجعل.
(تَتَّخِذُونَ) : مستأنف. وقيل : هو صفة لمحذوف ، تقديره : شيئا تتخذون ـ بالنصب ، أي : وإن من الثمرات شيئا.
وإن شئت «شيء» ـ بالرفع ـ بالابتداء ، ومن ثمرات خبره.