والثالث ـ أن الجملة مستأنفة ، وأيّ استفهام ، ومن زائدة : أي لننزعن كل شيعة ، وهو قول الأخفش والكسائي ، وهما يجيزان زيادة «من» في الواجب.
والرابع ـ أنّ «أيهم» مرفوع بشيعة ؛ لأن معناه تشيع ، والتقدير : لننزعنّ من كل فريق يشيع أيهم ، وهو على هذا بمعنى الذي ، وهو قول المبرد.
والخامس ـ أن «ننزع» علّقت عن العمل ؛ لأن معنى الكلام معنى الشرط ، والشرط لا يعمل فيما قبله ، والتقدير لننزعنهم تشيّعوا أو لم يتشيعوا ، أو لم يتشيعوا ، أو إن تشيّعوا ، ومثله لأضربنّ أيهم غضب ؛ أي إن غضبوا أو لم يغضبوا ، وهو قول يحيى عن الفراء ، وهو أبعدها عن الصواب.
٧١ ـ (وَإِنْ مِنْكُمْ) ؛ أي وما أحد منكم ، فحذف الموصوف.
وقيل : التقدير : وما منكم إلا من هو واردها ، وقد تقدّم نظائرها.
٧٣ ـ (مَقاماً) : يقرأ بالفتح ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو موضع الإقامة.
والثاني ـ هو مصدر كالإقامة.
وبالضم ، وفيه الوجهان.
ولام النديّ واو ؛ يقال : ندوتهم ؛ أي أتيت ناديهم ، وجلست في النادي ، ومصدره النّدو.
٧٤ ـ (وَكَمْ) : منصوب ب (أَهْلَكْنا). و (هُمْ أَحْسَنُ) : صفة لكم.
(وَرِءْياً) : يقرأ بهمزة ساكنة بعد الراء ، وهو من الرؤية ؛ أي أحسن منظرا.
ويقرأ بتشديد الياء من غير همز ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.
والثاني ـ أن تكون من الرّيّ ، ضدّ العطش ؛ لأنّه يوجب حسن البشرة.
ويقرأ : ريئا ـ بهمزة بعد ياء ساكنة ، وهو مقلوب ؛ يقال في رأى أرى.
ويقرأ بياء خفيفة من غير همز ؛ ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها.
ويقرأ بالزاي والتشديد ؛ أي أحسن زينة ، وأصله من زوى يزوي ؛ لأنّ المتزيّن يجمع ما يحسّنه.
٧٥ ـ (قُلْ مَنْ كانَ) : هي شرطيّة ، والأمر جوابها ، والأمر هنا بمعنى الخبر ؛ أي فليمدن له ، والأمر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم.
و (حَتَّى) : تحكي ما بعدها هاهنا ، وليست متعلّقة بفعل.
(إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) : كلا هما بدل مما يوعدون.
(فَسَيَعْلَمُونَ) : جواب إذا.
(مَنْ هُوَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، و (هُوَ شَرٌّ) : صلتها. وموضع «من» نصب بيعلمون.
والثاني ـ هي استفهام ، وهو فصل وليست مبتدأ.
٧٦ ـ (وَيَزِيدُ) : معطوف على معنى فليمدد ؛ أي فيمد ويزيد.
٧٧ ـ (وَوَلَداً) : يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد. وقيل : يكون جمعا أيضا.
ويقرأ بضم الواو وسكون اللام ؛ وهو جمع ولد ، مثل أسد وأسد. وقيل : يكون واحدا أيضا ، وهي لغة ، والكسر لغة أخرى.
٧٨ ـ (أَطَّلَعَ) : الهمزة همزة استفهام ؛ لأنها مقابلة لأم ، وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها.
ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل ، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.
٧٩ ـ (كَلَّا) : يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين ، وهي حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها. وقيل : هي بمعنى حقّا.
ويقرأ بالتنوين ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هي مصدر كلّ ؛ أي أعيا ؛ أي كلّوا في دعواهم وانقطعوا.
والثاني ـ هي بمعنى الثقل ؛ أي حملوا كلا.
ويقرأ بضم الكاف والتنوين ؛ وهو حال ؛ أي سيكفرون جميعا ؛ وفيه بعد.
٨٢ ـ (بِعِبادَتِهِمْ) : المصدر مضاف إلى الفاعل ؛ أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام.
وقيل : هو مضاف إلى المفعول ؛ أي سيكفر المشركون بعبادة الأصنام.
وقيل : سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم.
و (ضِدًّا) : واحد في معنى الجمع. والمعنى أنّ جميعهم في حكم واحد ؛ لأنهم متّفقون على الإضلال.
(مَنْ هُوَ) : فيه وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى الذي ، و (هُوَ شَرٌّ) : صلتها.
وموضع «من» نصب بيعلمون.
٨٠ ـ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) : في «ما» وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من الهاء ؛ وهي بدل الاشتمال : أي نرث قوله.
والثاني ـ هو مفعول به ؛ أي نرث منه قوله.
٨٥ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ) : العامل فيه (لا يَمْلِكُونَ). وقيل : (نَعُدُّ لَهُمْ). وقيل تقديره : اذكر.
و (وَفْداً) : جمع وافد ، مثل راكب وركب ، وصاحب وصحب.
والورد : اسم لجمع وارد.
وقيل : هو بمعنى وارد ، والورد : العطاش.
وقيل : هو محذوف من وراد ، وهو بعيد.
٨٧ ـ (لا يَمْلِكُونَ) : حال.
(إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ) : في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
وقيل : هو متّصل على أن يكون الضمير في «يملكون» للمتقين والمجرمين.
وقيل : هو في موضع رفع بدلا من الضمير في «يملكون».