وفي «الآن» أربعة أوجه :
أحدها ـ تحقيق الهمزة ؛ وهو الأصل.
والثاني ـ إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها.
وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون اللام في الأصل ؛ لأن حركة اللام هاهنا عارضة.
والثالث ـ كذلك ؛ إلا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظهرت الواو في قالوا.
والرابع ـ إثبات الواو في اللفظ وقطع ألف اللام ، وهو بعيد.
(بِالْحَقِ) : يجوز أن يكون مفعولا به ؛ والتقدير : أجأت الحقّ ؛ أو ذكرت الحق ؛ ويجوز أن يكون حالا من التاء ، تقديره : جئت ومعك الحق.
٧٢ ـ (وَإِذْ قَتَلْتُمْ) : تقديره : اذكروا إذ.
(فَادَّارَأْتُمْ) : أصل الكلمة تدارأتم ؛ ووزنه تفاعلتم ؛ ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة لتمكّن الإدغام ، ثم سكّنوا الدال ؛ إذ شرط الإدغام أن يكون الأول ساكنا فلم يمكن الابتداء بالساكن ، فاجتلبت له همزة الوصل ؛ فوزنه الآن افّاعلتم بتشديد الفاء ، مقلوب من اتفاعلتم ؛ والفاء الأولى زائدة ، ولكنها صارت من جنس الأصل ، فينطق بها مشدّدة ، لا لأنهما أصلان ؛ بل لأنّ الزائد من جنس الأصل ؛ فهو نظير قولك : ضرّب بالتشديد ؛ فإن احدى الراءين زائدة ؛ ووزنه فعّل بتشديد العين كما كانت الراء كذلك ، ولم نقل في الوزن فعرل ولا فعرل ؛ فيؤتى بالراء الزائدة في المثال ؛ بل زيدت العين في المثال كما زيدت في الأصل ، وكانت من جنسه ؛ فكذلك التاء في تدارأتم صارت بالإبدال دالا من جنس الكلمة.
فإن سئل عن الوزن ليبين الأصل من الزائد بلفظه الأول أو الثاني ؛ كان الجواب أن يقال : وزن أصله الأول تفاعلتم ؛ والثاني اتفاعلتم ، والثالث افّاعلتم ؛ ومثل هذه المسألة : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) ، و (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها).
(مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) : «ما» في موضع نصب بمخرج ، وهي بمعنى الذي ؛ والعائد محذوف.
ويجوز أن تكون مصدرية ، ويكون المصدر بمعنى المفعول ؛ أي يخرج كتمكم ، أي مكتومكم.
٧٣ ـ (كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره : يحيي الله الموتى إحياء مثل ذلك.
وفي الكلام حذف تقديره : فضربوها فحييت.
٧٤ ـ (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ) : الكاف حرف جر متعلّقة بمحذوف تقديره : فهي مستقرّة كالحجارة.
ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل في موضع رفع ؛ ولا تتعلق بشيء.
(أَوْ أَشَدُّ) : «أو» هاهنا كأو في قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ). وأشدّ معطوف على الكاف تقديره : أو هي أشدّ.
وقرئ بفتح الدال على أنه مجرور عطفا على الحجارة ، تقديره : أو كأشدّ من الحجارة.
و (قَسْوَةً) : تمييز ، وهي مصدر.
(لَما يَتَفَجَّرُ) : ما بمعنى الذي في موضع نصب اسم إن واللام للتوكيد.
ولو قرئ بالتاء جاز ؛ ولو كان في غير القرآن لجاز «منها» ، على المعنى.
(يَشَّقَّقُ) : أصله يتشقّق ؛ فقلبت التاء شينا ، وأدغمت. وفاعله ضمير ما.
ويجوز أن يكون فاعله ضمير الماء ؛ لأنّ يشقق يجوز أن يجعل للماء على المعنى ؛ فيكون معك فعلان ، فيعمل الثاني منهما في الماء ؛ وفاعل الأول مضمر على شريطة التفسير.
وعند الكوفيين يعمل الأول ، فيكون في الثاني ضميره.
(مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) : من في موضع نصب بيهبط ؛ كما تقول : يهبط بخشية الله.
(عَمَّا تَعْمَلُونَ) : ما بمعنى الذي ، ويجوز أن تكون مصدرية.
٧٥ ـ (أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) : حرف الجر محذوف ؛ أي في أن يؤمنوا ، وقد تقدم ذكر موضع مثل هذا من الإعراب.
(وَقَدْ كانَ) : الواو واو الحال ؛ والتقدير : أفتطمعون في إيمانهم وشأنهم الكذب والتحريف.
(مِنْهُمْ) : في موضع رفع صفة لفريق.
و (يَسْمَعُونَ) : خبر كان ؛ وأجاز قوم أن يكون يسمعون صفة لفريق ، و «منهم» الخبر ؛ وهو ضعيف.
(ما عَقَلُوهُ) : «ما» مصدرية.
(وَهُمْ يَعْلَمُونَ) : حال ، والعامل فيها يحرّفونه.
ويجوز أن يكون العامل عقلوه ، ويكون حالا مؤكّدة.
٧٦ ـ (بِما فَتَحَ اللهُ) : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي ، وأن تكون مصدرية ، وأن تكون نكرة موصوفة.
(لِيُحَاجُّوكُمْ) : اللام بمعنى كي ، والناصب للفعل «أن» مضمرة ؛ لأنّ اللام في الحقيقة حرف جر ، ولا تدخل إلا على الاسم ، وأكثر العرب يكسر هذه اللام ، ومنهم من يفتحها.
٧٨ ـ (أُمِّيُّونَ) : مبتدأ ، وما قبله الخبر ؛ ويجوز على مذهب الأخفش أن يرتفع بالظّرف.
(لا يَعْلَمُونَ) : في موضع رفع صفة لأميّين.
(إِلَّا أَمانِيَ) : استثناء منقطع ؛ لأنّ الأمانيّ ليست من جنس العلم ؛ وتقدير إلا في مثل هذا بلكن ؛ أي لكن يتمنّونه أمانيّ.
وواحد الأماني : أمنيّة ، والياء مشددة في الواحد والجمع ؛ ويجوز تخفيفها فيهما.
(وَإِنْ هُمْ) : إن بمعنى ما ، ولكن لا تعمل عملها ، وأكثر ما تأتي بمعناها إذا انتقض النفي بإلا ، وقد جاءت وليس معها إلا ، وسيذكر في موضعه ، والتقدير : وإن هم إلّا قوم يظنّون.
٧٩ ـ (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ) : ابتداء ، وخبر ؛ ولو نصب لكان له وجه على أن يكون التقدير : ألزمهم الله ويلا.
واللام للتبيين ؛ لأنّ الاسم لم يذكر قبل المصدر.
والويل مصدر لم يستعمل منه فعل ؛ لأن فاءه وعينه معتلّتان.