وقال آخرون : هي نكرة ، والمعنى جنات إقامة ، فتكون «مفتحة» وصفا.
وأما ارتفاع (الْأَبْوابُ) ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو فاعل مفتحّة ، والعائد محذوف ؛ أي مفتحة لهم الأبواب منها ، فحذف كما حذف في قوله : (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) ؛ أي لهم.
والثاني ـ هي بدل من الضمير في مفتّحة ، وهو ضمير الجنّات ، والأبواب غير أجنبي منها ؛ لأنها من الجنة ؛ تقول : فتحت الجنة وأنت تريد أبوابها ؛ ومنه : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً).
والثالث ـ كالأول ، إلا أنّ الألف واللام عوض من الهاء العائدة ؛ وهو قول الكوفيين ؛ وفيه بعد.
٥١ ـ (مُتَّكِئِينَ) : هو حال من المجرور في (لَهُمُ) ، والعامل مفتّحة.
ويجوز أن يكون حالا من المتقين ؛ لأنّه قد أخبر عنهم قبل الحال.
وقيل : هو حال من الضمير في يدعون ، وقد تقدّم على العامل فيه.
٥٣ ـ (ما تُوعَدُونَ) ـ بالياء على الغيبة ، والضمير للمتقين. وبالتاء ، والتقدير : وقيل لهم : هذا ما توعدون ، والمعنى هذا ما وعدتم.
٥٤ ـ (ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) : الجملة حال من الرزق ، والعامل الإشارة ؛ أي إنّ هذا لرزقنا باقيا.
٥٥ ـ (هذا) ؛ أي الأمر هذا. ثم استأنف فقال (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ).
٥٦ ـ و (جَهَنَّمَ) : بدل من شرّ.
و (يَصْلَوْنَها) : حال العامل فيه الاستقرار في قوله تعالى : (لِلطَّاغِينَ).
وقيل : التقدير : يصلون جهنّم ، فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه.
٥٧ ـ (هذا) : هو مبتدأ. وفي الخبر وجهان :
أحدهما ـ (فَلْيَذُوقُوهُ) ؛ مثل قولك : زيد اضربه.
وقال قوم : هذا ضعيف من أجل الفاء ؛ وليست في معنى الجواب ، كالتي في قوله : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا). فأمّا (حَمِيمٌ) على هذا الوجه فيجوز أن يكون بدلا من هذا ، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو حميم ، وأن يكون خبرا ثانيا.
والوجه الثاني ـ أن يكون حميم خبر هذا ، «فليذوقوه» معترض بينهما.
وقيل : «هذا» في موضع نصب. أي فليذوقوا هذا ، ثم استأنف فقال حميم ؛ أي هو حميم. وأما (وَغَسَّاقٌ) فيقرأ بالتشديد ، مثل كفار وصبّار ؛ وبالتخفيف اسم للمصدر ؛ أي ذو غسق ، أو يكون فعال بمعنى فاعل.
٥٨ ـ (وَآخَرُ) : يقرأ على الجمع ؛ وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مبتدأ. و (مِنْ شَكْلِهِ) : نعت له ؛ أي من شكل الحميم ، و (أَزْواجٌ) : خبره.
والثاني ـ أن يكون الخبر محذوفا ؛ أي ولهم أخر ؛ ومن شكله وأزواج صفتان.
ويجوز أن يكون من شكله صفة ، وأزواج يرتفع بالجار.
وذكّر الضمير ، لأنّ المعنى من شكل من ذكرنا.
ويقرأ على الإفراد ؛ وهو معطوف على حميم ، ومن شكله نعت له ، وأزواج يرتفع بالجار.
ويجوز أن يرتفع على تقدير هي ؛ أي الحميم.
٥٩ ـ والنوع الآخر : (مُقْتَحِمٌ) ؛ أي النار.
و (مَعَكُمْ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في مقتحم ، أو من فوج ؛ لأنّه قد وصف ؛ ولا يجوز أن يكون ظرفا لفساد المعنى. ويجوز أن يكون نعتا ثانيا.
و (لا مَرْحَباً) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا ؛ أي هذا فوج مقولا له : لا مرحبا.
ومرحبا : منصوب على المصدر ، أو على المفعول به ؛ أي لا يسمعون مرحبا.
٦١ ـ (مَنْ قَدَّمَ) : هي بمعنى الذي. و (فَزِدْهُ) الخبر.
ويجوز أن يكون «من» نصبا ؛ أي فزد من قدّم.
وقيل : هي استفهام بمعنى التعظيم ؛ فيكون مبتدأ ، وقدم الخبر ، ثم استأنف. وفيه ضعف.
و (ضِعْفاً) : نعت لعذاب ؛ أي مضاعفا.
و (فِي النَّارِ) : ظرف لزد.
ويجوز أن يكون حالا من الهاء ؛ أي زده كائنا في النار ؛ وأن يكون نعتا ثانيا لعذاب ، أو حالا ؛ لأنّه قد وصف.
٦٣ ـ (أَتَّخَذْناهُمْ) : يقرأ بقطع الهمزة ؛ لأنّها للاستفهام ، وبالوصل على حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه.
وقيل : الأول خبر ، وهو وصف في المعنى لرجال.
وأم استفهام ؛ أي أهم مفقودون أم زاغت.
و (سِخْرِيًّا) : قد ذكر في «المؤمنون».
٦٤ ـ (تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) : هو بدل من «حقّ» ؛ أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هو تخاصم.
ولو قيل : هو مرفوع لحقّ لكان بعيدا ؛ لأنه يصير جملة ، ولا ضمير فيها يعود على اسم «إن».
٦٦ ـ (رَبُّ السَّماواتِ) : يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وأن يكون صفة ، وأن يكون بدلا ، وأن يكون مبتدأ ، والخبر (الْعَزِيزُ).
٦٩ ـ (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) : هو ظرف لعلم.
٧٠ ـ و (أَنَّما) : مرفوع بيوحى إليّ.
وقيل : «إليّ» قائم مقام الفاعل ؛ وأنما في موضع نصب ؛ أي أوحي إليّ الإنذار ، أو بأني نذير.
٧١ ـ (إِذْ قالَ) ؛ أي اذكر إذ قال.
(مِنْ طِينٍ) : يجوز أن يكون نعتا لبشر ، وأن يتعلّق بخالق.