والثاني ـ أن يكون ضمير التمني المدلول عليه بقوله : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) ؛ أي لن ينفعكم تمني التباعد ؛ فعلى هذا يكون «أنكم» بمعنى لأنكم.
فأما «إذ» فمشكلة الأمر ؛ لأنها ظرف زمان ماض ، ولن ينفعكم وفاعله واليوم المذكور ليس بماض.
وقال ابن جنى في مساءلته أبا على : راجعته فيها مرارا فآخر ما حصل منه أنّ الدنيا والأخرى متصلتان ، وهما سواء في حكم الله تعالى وعلمه ، فتكون «إذ» بدلا من اليوم حتى كأنها مستقبلة ، أو كأنّ اليوم ماض.
وقال غيره : الكلام محمول على المعنى ، والمعنى أنّ ثبوت ظلمهم عندهم يكون يوم القيامة ؛ فكأنه قال : ولن ينفعكم اليوم إذ صحّ ظلمكم عندكم ، فهو بدل أيضا.
وقال آخرون : التقدير بعد إذ ظلمتم ؛ فحذف المضاف للعلم به.
وقيل : إذ بمعنى أن ؛ أي لأن ظلمتم. ويقرأ : «إنكم في العذاب» بكسر الهمزة على الاستئناف ، وهذا على أنّ الفاعل التمني.
ويجوز على هذا أن يكون الفاعل ظلمكم أو جحدكم ، وقد دلّ عليه ظلمتم ، ويكون الفاعل المحذوف من اللفظ هو العامل في إذ ، لا ضمير الفاعل.
٥٢ ـ (أَمْ أَنَا خَيْرٌ) : «أم» هاهنا منقطعة في اللفظ ، لوقوع الجملة بعدها ؛ وهي في المعنى متّصلة معادلة ؛ إذ المعنى : أنا خير منه أم لا ، أو أيّنا خير.
٥٣ ـ و (أَسْوِرَةٌ) : جمع سوار ، وأما أساورة فجمع إسوار ، أو جمع أسورة جمع الجمع ، وأصله أساوير ، فجعلت الياء عوضا من التاء.
٥٦ ـ وأما «سلفا» فواحد في معنى الجمع ، مثل الناس والرّهط.
وأما سلفا ـ بضمتين ـ فجمع مثل : أسد وأسد ؛ أو جمع سالف ، مثل : صابر وصبر ؛ أو جمع سليف مثل : رغيف ورغف.
وأما سلفا ـ بضم السين وفتح اللام فقيل : أبدل من الضمة فتحة تخفيفا.
وقيل : هو جمع سلفة ، مثل غرفة وغرف.
٥٧ ـ (مَثَلاً) : هو مفعول ثان لضرب ؛ أي جعل مثلا. وقيل : هو حال ؛ أي ذكر ممثّلا به.
و (يَصِدُّونَ) ـ بضم الصاد : يعرضون ؛ وبكسرها لغة فيه. وقيل : الكسر بمعنى يضجّون.
٦٠ ـ (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ؛ أي بدلا منكم.
وقيل : المعنى : لحوّلنا بعضكم ملائكة.
٦٦ ـ (أَنْ تَأْتِيَهُمْ) : هو بدل من الساعة بدل الاشتمال.
٧١ ـ (يُطافُ) : تقدير الكلام : يدخلون فيطاف ، فحذف لفهم المعنى.
٧٥ ـ (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) : هي حال ، أو خبر ثان ؛ وكلاهما توكيد.
٧٧ ـ (يا مالِكُ) : يقرأ «يا مال» ـ بالكسر ، والضّم ، على الترخيم.
٨١ ـ (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) : «إن» بمعنى «ما».
وقيل : شرطية ؛ أي إن قلتم ذلك ؛ فأنا أول من وحّده.
وقيل : إن صحّ ذلك فأنا أول الآنفين من عبادته ، ولن يصحّ ذلك.
٨٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ) : صلة «الذي» لا تكون إلا جملة ، والتقدير هنا : وهو الذي هو إله في السماء. و «في» متعلقة بإله ؛ أي معبود في السماء ومعبود في الأرض ؛ ولا يصحّ أن يجعل إله