وما في هذه السورة من «أن» فبعضه مفتوح وبعضه مكسور ، وفي بعضه اختلاف ، فما كان معطوفا على أنّه استمع فهو مفتوح لا غير ، لأنها مصدرية ، وموضعها رفع بأوحي ؛ وما كان معطوفا على (إِنَّا سَمِعْنا) فهو مكسور ؛ لأنه حكي بعد القول ؛ وما صحّ أن يكون معطوفا على الهاء في «به» كان على قول الكوفيين على تقدير العطف ؛ ولا يجيزه البصريون ؛ لأنّ حرف الجر يلزم إعادته عندهم هنا.
فأما قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) فالفتح على وجهين :
أحدهما ـ هو معطوف على (أَنَّهُ اسْتَمَعَ) ، فيكون قد أوحي.
والثاني ـ أن يكون متعلقا بتدعوا ؛ أي فلا تشركوا مع الله أحدا ؛ لأن المساجد له ؛ أي مواضع السجود.
وقيل : هو جمع مسجد ؛ وهو مصدر. ومن كسر استأنف.
وأما (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ) فيحتمل العطف على «أنه استمع» ، وعلى (إِنَّا سَمِعْنا).
٤ ـ و (شَطَطاً) : نعت لمصدر محذوف ؛ أي قولا شططا ؛ وكذلك (كَذِباً) ؛ أي قولا كذبا.
٥ ـ ويقرأ : تقوّل ـ بالتشديد ، فيجوز أن يكون (كَذِباً) مفعولا ونعتا.
٩ ـ و (رَصَداً) : أي مرصدا ، أو ذا إرصاد.
١٠ ـ و (أَشَرٌّ) : فاعل فعل محذوف ؛ أي أريد شرّ. [قلت : يريد ما قام مقام الفاعل].
١١ ـ و (قِدَداً) : جمع قدّة ، مثل : عدّة وعدد.
١٢ ـ و (هَرَباً) : مصدر في موضع الحال.
١٦ ـ (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا) : أن مخففة من الثقيلة ، و «لو» عوض ، كالعين وسوف ، وقيل : «لو» بمعنى إن ، وإن بمعنى اللام ، وليست لازمة ؛ كقوله تعالى : (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ). وقال تعالى في موقع آخر :
(وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا). ذكره ابن فضّال في البرهان.
والهاء في يدعوه ضمير اسم الله ؛ أي قام موحّدا لله.
١٩ ـ و (لِبَداً) : جمع لبدة ، ويقرأ بضمّ اللام وفتح الباء ، مثل حطم ؛ وهو نعت للمبالغة.
ويقرأ مشددا مثل : صوّم.
٢٣ ـ (إِلَّا بَلاغاً) : هو من غير الجنس.
٢٤ ـ و (مَنْ أَضْعَفُ) : قد ذكر أمثاله.
٢٧ ـ و (مَنِ ارْتَضى) : «من» : استثناء من الجنس. وقيل : هو مبتدأ ، والخبر : فإنه.
و (رَصَداً) : مفعول يسلك ؛ أي ملائكة رصدا.
٢٨ ـ و (عَدَداً) : مصدرا ، لأنّ أحصى بمعنى عدّ ؛ ويجوز أن يكون تمييزا. والله أعلم.
سورة المزمل
١ ـ (الْمُزَّمِّلُ) : أصله المتزمّل ؛ فأبدلت التاء زايا ، وأدغمت.
وقد قرئ بتشديد الميم وتخفيف الزاي ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مضاعف ، والمفعول محذوف ؛ أي المزمّل نفسه.
والثاني ـ هو مفتعل ؛ فأبدلت الفاء ميما.
٣ ـ (نِصْفَهُ) : في وجهان :
أحدهما ـ هو بدل من (اللَّيْلَ) ، بدل بعض من كل ؛ وإلا قليلا : استثناء من نصفه.
والثاني ـ هو بدل من (قَلِيلاً) ، وهو أشبه بظاهر الآية ؛ لأنه قال تعالى : (أَوِ انْقُصْ مِنْهُ) ، (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) ؛ والهاء فيهما للنصف ؛ فلو كان الاستثناء من النصف لصار التقدير : قم نصف الليل إلا قليلا ، أو انقص منه قليلا ؛ أي على الباقي ؛ والقليل ؛ المستثنى غير مقدر ، فالنقصان منه لا يعقل.
٦ ـ (أَشَدُّ وَطْئاً) ـ بكسر الواو بمعنى مواطأة ؛ وبفتحها ، وهو اسم للمصدر. ووطأ على فعل ، وهو مصدر وطئ ، وهو تمييز.
٨ ـ (تَبْتِيلاً) : مصدر على غير المصدر ، واقع موقع تبتّل.
وقيل : المعنى بتّل نفسك تبتيلا.