(وَسَعى فِي خَرابِها) : خراب : اسم للتخريب ، مثل السلام اسم للتسليم ، وليس باسم للجثّة ، وقد أضيف اسم المصدر إلى المفعول ؛ لأنه يعمل عمل المصدر.
(إِلَّا خائِفِينَ) : حال من الضمير في يدخلوها.
(لَهُمْ فِي الدُّنْيا) : جملة مستأنفه ، وليست حالا مثل خائفين ؛ لأنّ استحقاقهم الخزي ثابت في كل حال ، لا في حال دخولهم المساجد خاصّة.
١١٥ ـ (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) : هما موضع الشروق والغروب.
(فَأَيْنَما) : شرطية ، و (تُوَلُّوا) : مجزوم به ، وهو الناصب لأين ، والجواب (فَثَمَ).
وقرئ في الشاذ : «تولّوا» بفتح التاء ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ هو مستقبل أيضا ، وتقديره : تتولّوا ، فحذف التاء الثانية :
والثاني ـ أنه ماض والضمير للغائبين ؛ والتقدير : أينما يتولّون.
وقيل : يجوز أن يكون ماضيا قد وقع ، ولا يكون أين شرطا في اللفظ ، بل في المعنى ، كما تقول : ما صنعت صنعت ، إذا أردت الماضي. وهذا ضعيف ؛ لأن «أين» إمّا استفهام ، وإمّا شرط ؛ وليس لها معنى ثالث. و (فَثَمَ) : اسم للمكان البعيد عنك ؛ وبني لتضمّنه معنى حرف الإشارة.
وقيل : بني لتضمّنه معنى حرف الخطاب ؛ لأنك تقول في الحاضر : هنا ، وفي الغائب : هناك. وثمّ ناب عن هناك.
١١٦ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) ، يقرأ بالواو عطفا على قوله : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ).
ويقرأ بغير واو على الاستئناف.
(كُلٌّ لَهُ) : تقديره : كلّ أحد منهم ، أو كلّهم ؛ لأن الأصل في «كل» أن تستعمل مضافة ؛ ومن هنا ذهب جمهور النحويين إلى منع دخول الألف واللام على كلّ ؛ لأنّ تخصيصها بالمضاف إليه ؛ فإذا لم يكن ملفوظا به كان في حكم الملفوظ به ؛ وحمل الخبر على معنى كل ، فجمعه في قوله : (قانِتُونَ) ، ولو قال : قانت جاز على لفظ كل.
١١٧ ـ (بَدِيعُ السَّماواتِ) ؛ أي مبدعها ؛ كقولهم سميع ، بمعنى مسمع والإضافة هنا محضة ؛ لأنّ الإبداع لهما ماض.
(وَإِذا قَضى) : إذا ظرف ، والعامل فيها ما دلّ عليه الجواب ؛ تقديره : وإذا قضى أمرا يكون.
(فَيَكُونُ) : الجمهور على الرّفع عطفا على يقول ، أو على الاستئناف ؛ أي فهو يكون.
وقرئ بالنصب على جواب لفظ الأمر ، وهو ضعيف لوجهين :
أحدهما ـ أن كن ليس بأمر على الحقيقة ؛ إذ ليس هناك مخاطب به ؛ وإنما المعنى على سرعة التكوّن ؛ يدلّ على ذلك أنّ الخطاب بالتكوّن لا يرد على الموجود ؛ لأن الموجود متكوّن ، ولا يرد على المعدوم ؛ لأنه ليس بشيء ؛ فلا يبقى إلا لفظ الأمر ، ولفظ الأمر يرد ولا يراد به حقيقة الأمر ، كقوله : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ، وكقوله : (فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ).
والوجه الثاني ـ أنّ جواب الأمر لا بدّ أن يخالف الأمر ، إمّا في الفعل أو في الفاعل أو فيهما ، فمثال ذلك قولك : اذهب ينفعك زيد ، فالفعل والفاعل في الجواب غيرهما في الأمر ، وتقول : اذهب يذهب زيد ، فالفعلان متّفقان والفاعلان مختلفان ؛ وتقول : اذهب تنتفع ، فالفاعلان متفقان والفعلان مختلفان ، فأمّا أن يتّفق الفعلان والفاعلان فغير جائز ؛ كقولك : اذهب تذهب ، والعلة فيه أنّ الشيء لا يكون شرطا لنفسه.
١١٨ ـ (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ) : لو لا هذه إذا وقع بعدها المستقبل كانت تحضيضا ، وإن وقع بعدها الماضي كانت توبيخا ؛ وعلى كلا قسميها هي مختصة بالفعل ؛ لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان إلا على الفعل.
(كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) ـ ينقل من إعراب الموضع الأول إلى هنا ما يحتمله هذا الموضع.
١١٩ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِ) : الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من المفعول ، تقديره : أرسلناك ، ومعك الحقّ.
ويجوز أن يكون حالا من الفاعل ؛ أي ومعنا الحق.
ويجوز أن يكون مفعولا له ؛ أي بسبب إقامة الحق.
(بَشِيراً وَنَذِيراً) : حالان.
(وَلا تُسْئَلُ) : من قرأ بالرفع وضم التاء فموضعه حال أيضا ؛ أي وغير مسؤول ، ويجوز أن يكون مستأنفا.
ويقرأ بفتح التاء والجزم على النهي.
١٢٠ ـ (هُوَ الْهُدى) : هو : يجوز أن يكون توكيدا لاسم إنّ ، وفصلا ، ومبتدأ ، وقد سبق نظيره.
(مِنَ الْعِلْمِ) : في موضع نصب على الحال من ضمير الفاعل في جاءك.
١٢١ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ) : الذين مبتدأ ، وآتيناهم صلته.
و (يَتْلُونَهُ) : حال مقدّرة من هم أو من الكتاب ؛ لأنهم لم يكونوا وقت إتيانه تالين له.
و (حَقَ) : منصوب على المصدر ؛ لأنها صفة للتّلاوة في الأصل ؛ لأن التقدير : تلاوة حقّا ؛ وإذا قدّم وصف المصدر ، وأضيف إليه ، انتصب نصب المصدر.
ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف.
و (أُولئِكَ) : مبتدأ ؛ و (يُؤْمِنُونَ بِهِ) خبره ؛ والجملة خبر الّذين.
ولا يجوز أن يكون يتلونه خبر الذين ؛ لأنه ليس كلّ من أوتي الكتاب تلاه حقّ تلاوته ؛ لأن معنى حقّ تلاوته العمل به.
وقيل يتلونه الخبر.
والذين آتيناهم لفظه عامّ ؛ والمراد به الخصوص ؛ وهو كلّ من آمن بالنبيّ صلىاللهعليهوسلم من أهل الكتاب ؛ أو يراد بالكتاب القرآن.