سورة الفلق
٢ ـ (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) : يجوز أن تكون «ما» بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، وأن تكون مصدرية.
والخلق بمعنى المخلوق. وإن شئت كان على بابه ؛ أي من شرّ خلقه ؛ أي ابتداعه.
وقرئ : من شرّ ـ بالتنوين ، و «ما» على هذا بدل من شرّ ، أو زائدة ؛ ولا يجوز أن تكون نافية ؛ لأن النافية لا يتقدّم عليها ما في حيّزها ؛ فلذلك لم يجز أن يكون التقدير : ما خلق من شر ؛ ثم هو فاسد في المعنى.
٤ ـ و (النَّفَّاثاتِ) : والنافثات بمعنى واحد. والله أعلم.
سورة الناس
قد ذكرنا في أول سورة البقرة أنّ أصل ناس عند سيبويه أناس ، فحذفت فاؤه ؛ وعند غيره لم يحذف منه شيء ، وأصله نوس ؛ لقولهم في التصغير نويس.
وقال قوم : أصله نيس ، مقلوب عن نسي ، أخذوه من النسيان ؛ وفيه بعد.
٤ ـ و (الْوَسْواسِ) ـ بالفتح : اسم ، وبالكسر المصدر ، والتقدير : من شرّ ذي الوسواس.
وقيل : سمّي الشيطان بالفعل مبالغة.
و (الْخَنَّاسِ) : نعت له.
٥ ـ و (الَّذِي يُوَسْوِسُ) : يحتمل الرفع والنّصب والجرّ.
٦ ـ (مِنَ الْجِنَّةِ) : هو بدل من «شر» بإعادة العامل ؛ أي من شرّ الجنّة.
وقيل : هو بدل من ذي الوسواس ؛ لأن الموسوس من الجن.
وقيل : هو حال من الضمير في يوسوس ؛ أي يوسوس وهو من الجن.
وقيل : هو بدل من الناس ؛ أي في صدور الجنّة.
وجعل «من» تبيينا ، وأطلق على الجنّ اسم الناس ؛ لأنهم يتحركون في مراداتهم.
والجنّ والجنّة بمعنى. وقيل : (مِنَ الْجِنَّةِ) حال من الناس ؛ أي كائنين من القبيلين.
وأما (النَّاسِ) الأخير فقيل : هو معطوف على ذي الوسواس ؛ أي من شرّ القبيلين. وقيل : هو معطوف على الجنّة.
تمّ الكتاب والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد أجمعين.
وهذا آخر ما تيسر من إملاء كتاب التبيان في إعراب القرآن ونسأل الله أن يوفّقنا لشكر آلائه ، وللعمل بما علمنا ، والعصمة من الزلل في القول والعمل ، بمنّة وكرمه.