والثاني : أن يكون مفردا في اللفظ والمعنى ؛ فعلى هذا يكون إبراهيم بدلا منه ، وإسماعيل وإسحاق عطفا على أبيك ، تقديره : وإله إسماعيل وإسحاق.
(إِلهاً واحِداً) : بدل من إله الأول. ويجوز أن يكون حالا موطّئة ؛ كقولك : رأيت زيدا رجلا صالحا.
وإسماعيل يجمع على سماعلة ، وسماعيل ، وأساميع.
١٣٤ ـ (تِلْكَ أُمَّةٌ) : الاسم منها «تي» ، وهي من أسماء الإشارة للمؤنث ، والياء من جملة الاسم.
وقال الكوفيون : التاء وحدها الاسم ، والياء زائدة ، وحذفت الياء مع اللام لسكونها وسكون اللام بعدها.
فإن قيل : لم لم تكسر اللام وتقرّ الياء كما فعل في «ذلك»؟
قيل : ذلك يؤدّي إلى الثّقل لوقوع الياء بين كسرتين.
وموضعها رفع بالابتداء ، وأمة خبرها.
و (قَدْ خَلَتْ) : صفة لأمة.
و (لَها ما كَسَبَتْ) : في موضع الصفة أيضا.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في خلت.
ويجوز أن يكون مستأنفا.
(وَلا تُسْئَلُونَ) : مستأنف ، لا غير. وفي الكلام حذف تقديره : ولا تسألون عما كنتم تعملون ، ودلّ على المحذوف قوله : (لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ).
١٣٥ ـ (أَوْ نَصارى) : الكلام في «أو» هاهنا كالكلام فيها في قوله : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ) ؛ لأن التقدير : قالت اليهود : كونوا هودا ، وقالت النصارى : كونوا نصارى.
(مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) : تقديره : بل نتبع ملة إبراهيم ، أو قل اتبعوا ملّة.
و (حَنِيفاً) : حال من إبراهيم ؛ والحال من المضاف إليه ضعيف في القياس قليل في الاستعمال ؛ وسبب ذلك أن الحال لا بدّ لها من عامل فيها ، والعامل فيها هو العامل في صاحبها ، ولا يصحّ أن يعمل المضاف في مثل هذا في الحال.
ووجه قول من نصبه على الحال أنه قدر العامل معنى اللام أو معنى الإضافة ، وهو المصاحبة والملاصقة.
وقيل حسن جعل حنيفا حالا ؛ لأن المعنى نتبع إبراهيم حنيفا ؛ وهذا جيّد ؛ لأنّ الملة هي الدين ، والمتّبع إبراهيم. وقيل : هو منصوب بإضمار أعنى.
١٣٦ ـ (مِنْ رَبِّهِمْ) : الهاء والميم تعود على النبيين خاصة ؛ فعلى هذا يتعلّق من بأوتي الثانية.
وقيل : تعود إلى موسى وعيسى أيضا ، ويكون (وَما أُوتِيَ) الثانية تكريرا ، وهو في المعنى مثل التي في آل عمران ؛ فعلى هذا يتعلق «من» بأوتي الأولى.
وموضع من نصب على أنها لابتداء غاية الإيتاء.
ويجوز أن يكون موضعها حالا من العائد المحذوف ، تقديره : وما أوتيه النبيّون كائنا من ربهم.
ويجوز أن يكون ما أوتي الثانية في موضع رفع بالابتداء ، ومن ربهم خبره.
(بَيْنَ أَحَدٍ) : أحد هنا هو المستعمل في النفي ؛ لأنّ «بيّن» لا تضاف إلا إلى جمع ، أو إلى واحد معطوف عليه.
وقيل : أحد هاهنا بمعنى فريق.
١٣٧ ـ (بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) : الباء زائدة.
ومثل صفة لمصدر محذوف ؛ تقديره : إيمانا مثل إيمانكم.
والهاء ترجع إلى الله ، أو القرآن ، أو محمد.
وما مصدرية ؛ ونظير زيادة الباء هنا زيادتها في قوله : (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها).
وقيل : مثل هنا زائدة ، وما بمعنى الذي.
وقرأ ابن عباس : «بما آمنتم به» ، بإسقاط مثل.
١٣٨ ـ (صِبْغَةَ اللهِ) : الصّبغة هنا : الدّين ، وانتصابه بفعل محذوف ؛ أي اتبعوا دين الله.
وقيل : هو إغراء ؛ أي عليكم دين الله.
وقيل : هو بدل من ملة إبراهيم.
(وَمَنْ أَحْسَنُ) : مبتدأ وخبر. و (مِنَ اللهِ) في موضع نصب. و (صِبْغَةَ) : تمييز.
١٤٠ ـ أم يقولون : يقرأ بالياء ردّا على قوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) ؛ وبالتاء ردّا على قوله : (أَتُحَاجُّونَنا). (هُوداً أَوْ نَصارى) : أو هاهنا مثلها في قوله : (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى) ؛ أي قالت اليهود : كان هؤلاء الأنبياء هودا ، وقالت النصارى : كانوا نصارى.
(أَمِ اللهُ) : مبتدأ ، والخبر محذوف ، أي أم الله أعلم.
وأم هاهنا المتصلة ؛ أي أيكم أعلم؟ وهو استفهام بمعنى الإنكار.
(كَتَمَ شَهادَةً) : كتم يتعدى إلى مفعولين ، وقد حذف الأول منهما هنا ؛ تقديره : كتم الناس شهادة ؛ فعلى هذا يكون (عِنْدَهُ) صفة لشهادة ، وكذلك (مِنَ اللهِ).
ولا يجوز أن تعلّق «من» بشهادة ؛ لئلا يفصل بين الصلة والموصول بالصفة.
ويجوز أن يجعل عنده ومن الله صفتين لشهادة.
ويجوز أن تجعل من ظرفا للعامل في الظرف الأول ، وأن تجعلها حالا من الضمير في عنده.
١٤٢ ـ (السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) : من الناس في موضع نصب على الحال ، والعامل فيه «يقول».
(ما وَلَّاهُمْ) : ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول.