(كانُوا عَلَيْها) : فيه حذف مضاف ، تقديره : على توجّهها ، أو على اعتقادها.
١٤٣ ـ (وَكَذلِكَ) : الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ، تقديره : ومثل هدايتنا من نشاء ، جعلناكم. وجعلنا بمنزلة صيّرنا.
و (عَلَى النَّاسِ) : يتعلق بشهداء.
(الْقِبْلَةَ) : هي المفعول الأول ، والمفعول الثاني محذوف ، و (الَّتِي) صفة ذلك المحذوف ؛ والتقدير : وما جعلنا القبلة القبلة التي ؛ وقيل التي صفة للقبلة المذكورة ، والمفعول الثاني محذوف ، تقديره : وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قبلة.
(مَنْ يَتَّبِعُ) : من بمعنى الذي في موضع نصب ب «نعلم».
و (مِمَّنْ يَنْقَلِبُ) : متعلق بنعلم. والمعنى ليفصل المتبع من المنقلب.
ولا يجوز أن يكون من استفهاما ؛ لأنّ ذلك يوجب أن تعلق نعلم عن العمل ، وإذا علّقت عنه لم يبق لمن ما يتعلق به ، لأنّ ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله. ولا يصحّ تعلّقها بيتبع ؛ لأنها في المعنى متعلقة بنعلم ، وليس المعنى : أي فريق يتبع ممن ينقلب.
(عَلى عَقِبَيْهِ) : في موضع نصب على الحال ؛ أي راجعا. (وَإِنْ كانَتْ) : إن المخففة من الثقيلة ، واسمها محذوف ، واللام في قوله : (لَكَبِيرَةً) عوض من المحذوف.
وقيل : فصل باللام بين إن المخففة من الثقيلة وبين غيرها من أقسام إن.
وقال الكوفيون : «إن» بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا ، وهو ضعيف جدا من جهة أنّ وقوع اللام بمعنى «إلا» لا يشهد له سماع ولا قياس.
واسم كان مضمر دلّ عليه الكلام ؛ تقديره : وإن كانت التولية ، أو الصلاة ، أو القبلة.
(إِلَّا عَلَى الَّذِينَ) : على متعلقة بكبيرة ، ودخلت «إلا» للمعنى ، ولم يغير الإعراب.
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ) : خبر كان محذوف ، واللام متعلقة بذلك المحذوف ؛ تقديره : وما كان الله مريدا لأن يضيع إيمانكم. وهذا متكرر في القرآن ، ومثله : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ).
وقال الكوفيون : ليضيع هو الخبر ، واللام داخلة للتوكيد. وهو بعيد ؛ لأن اللام لام الجر ، و «أن» بعدها مرادة ، فيصير التقدير على قولهم : ما كان لله إضاعة إيمانكم.
(رؤوف) : يقرأ بواو بعد الهمزة مثل شكور.
ويقرأ بغير واو مثل يقظ وفطن ، وقد جاء في الشعر : بالرّؤف الرّحيم.
١٤٤ ـ (قَدْ نَرى) : لفظه مستقبل ، والمراد به المضي.
و (فِي السَّماءِ) : متعلق بالمصدر ؛ ولو جعل حالا من الوجه لجاز.
(فَوَلِ) : يتعدى إلى مفعولين ، فالأول (وَجْهِكَ) ، والثاني (شَطْرَ الْمَسْجِدِ). وقد يتعدى إلى الثاني بإلى كقولك : ولّى وجهه إلى القبلة.
وقال النحاس : شطر هنا ظرف ؛ لأنه بمعنى الناحية.
(وَحَيْثُ) ظرف لولّوا ، وإن جعلها شرطا انتصب ب (كُنْتُمْ) ؛ لأنه مجزوم بها ، وهي منصوبة به. (أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) : في موضع الحال ، وفي أول السورة مثله.
١٤٥ ـ (وَلَئِنْ أَتَيْتَ) : اللام توطئة للقسم ؛ وليست لازمة ؛ بدليل قوله : (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ).
(ما تَبِعُوا) ؛ أي لا يتبعوا ؛ فهو ماض في معنى المستقبل ، ودخلت «ما» حملا على لفظ الماضي ، وحذفت الفاء في الجواب ؛ لأنّ فعل الشرط ماض.
وقال الفرّاء : إن هنا بمعنى لو ؛ فلذلك كانت «ما» في الجواب ، وهو بعيد ؛ لأنّ إن للمستقبل ولو للماضي.
إذن : حرف ، والنون فيه أصل ، ولا تستعمل إلا في الجواب ، ولا تعمل هنا شيئا ؛ لأنّ عملها في الفعل ولا فعل.
١٤٦ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) : مبتدأ ، و (يَعْرِفُونَهُ) الخبر.
ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الآية قبلها.
ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين ؛ فيكون يعرفونه حالا من الكتاب ، أو من الذين ؛ لأن فيه ضميرين راجعين عليهما.
ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعنى ، ورفعا على تقدير : هم.
(كَما) : صفة لمصدر محذوف ، وما مصدرية.
١٤٧ ـ (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) : ابتداء وخبر.
وقيل : الحق خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : ما كتموه الحقّ ، أو ما عرفوه.
وقيل : هو مبتدأ والخبر محذوف ؛ تقديره : يعرفونه أو يتلونه.
و «من ربك» على الوجهين حال.
وقرأ عليّ عليهالسلام : «الحقّ» ـ بالنصب بيعلمون.
١٤٨ ـ (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ) : وجهة مبتدأ ، ولكل خبره. والتقدير : لكل فريق. ووجهة جاء على الأصل ؛ والقياس جهة ؛ مثل عدّة وزنة.
والوجهة مصدر في معنى المتوجّه إليه ، كالخلق بمعنى المخلوق ، وهي مصدر محذوف الزوائد ؛ لأنّ الفعل توجّه ، أو اتّجه ، والمصدر التوجّه ، أو الاتجاه ، ولم يستعمل منه وجه كوعد.