(هُوَ مُوَلِّيها) : يقرأ بكسر اللام ، وفي «هو» وجهان :
أحدهما ـ هو ضمير اسم الله ، والمفعول الثاني محذوف ؛ أي الله مولّي تلك الجهة ذلك الفريق ؛ أي يأمره بها.
والثاني ـ هو ضمير كل ؛ أي ذلك الفريق مولي الوجهة نفسه.
ويقرأ مولّاها ـ بفتح اللام ، وهو على هذا هو ضمير الفريق ، ومولّى لما لم يسمّ فاعله ، والمفعول الأول هو الضمير المرفوع فيه ، وها ضمير المفعول الثاني ؛ وهو ضمير الوجهة. وقيل للتولية.
ولا يجوز أن يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى ؛ والجملة صفة لوجهة.
وقرئ في الشاذ : «ولكلّ وجهة» بإضافة كل لوجهة ؛ فعلى هذا تكون اللام زائدة. والتقدير : كل وجهة الله موليها أهلها ؛ وحسّن زيادة اللام تقدم المفعول ؛ وكون العامل اسم فاعل.
(أَيْنَ ما) : ظرف ل (تَكُونُوا).
١٤٩ ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) : حيث هنا لا تكون شرطا ؛ لأنّه ليس معها ما ؛ وإنما يشترط بها مع ما ؛ فعلى هذا يتعلّق من بقوله : (فَوَلِّ).
(وَإِنَّهُ لَلْحَقُ) : الهاء ضمير التولي.
١٥٠ ـ (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) : يجوز أن يكون شرطا وغير شرط ، كما ذكرنا في الموضع الأول.
(لِئَلَّا) : اللام متعلقة بمحذوف ، تقديره : فعلنا ذلك لئلّا.
و (حُجَّةٌ) : اسم كان ، والخبر للناس ، وعليكم صفة الحجة في الأصل قدّمت فانتصبت على الحال ؛ ولا يجوز أن يتعلقّ بالحجة ؛ لئلا تتقدم صلة المصدر عليه.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) : استثناء من غير الأول ؛ لأنه لم يكن لأحد ما عليهم حجّة.
(وَلِأُتِمَ) : هذه اللام معطوفة على اللام الأولى.
(عَلَيْكُمْ) : متعلق بأتمّ ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي.
١٥١ ـ (كَما) : الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ، تقديره : تهتدون هداية كإرسالنا ، أو إتماما كإرسالنا ، أو نعمة كإرسالنا.
وقال جماعة من المحققين : التقدير : فاذكروني كما أرسلنا ؛ فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر ؛ أي ذكرا مثل إرسالي ، ولم تمنع الفاء من ذلك ، كما لم تمنع في باب الشرط. وما مصدرية. ١٥٤ ـ (أَمْواتٌ) : جمع على معنى من ، وأفرد (يُقْتَلُ) على لفظ من ، ولو جاء ميت كان فصيحا.
وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هم أموات.
(بَلْ أَحْياءٌ) : أي بل قولوا هم أحياء. و (لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ) : في موضع نصب بقوله : ولا تقولوا ؛ لأنه محكيّ ؛ وبل لا تدخل في الحكاية هنا.
(وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) : المفعول هنا محذوف ، تقديره : لا تشعرون بحياتهم.
١٥٥ ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) : جواب قسم محذوف ، والفعل المضارع يبنى مع نوني التوكيد ، وحرّكت الواو بالفتحة لخفّتها.
(مِنَ الْخَوْفِ) : في موضع جرّ صفة لشيء.
(مِنَ الْأَمْوالِ) : في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره : ونقص شيئا من الأموال ، لأن النقص مصدر نقصت ، وهو متعدّ إلى مفعول ، وقد حذف المفعول.
ويجوز عند الأخفش أن تكون «من» زائدة.
ويجوز أن تكون «من» صفة لنقص وتكون لابتداء الغاية ؛ أي نقص ناشئ من الأموال.
١٥٦ ـ (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ) : في موضع نصب صفة للصابرين ، أو بإضمار أعنى.
ويجوز أن يكون مبتدأ ، و (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ) خبره ، وإذا وجوابها صلة الّذين.
(إِنَّا لِلَّهِ) : الجمهور على تفخيم الألف في إنّا ، وقد أمالها بعضهم لكثرة ما ينطق بهذا الكلام.
وليس بقياس ؛ لأن الألف من الضمير الذي هو «نا».
وليست منقلبة ، ولا في حكم المنقلبة.
١٥٧ ـ (أُولئِكَ) : مبتدأ ، و (صَلَواتٌ) : مبتدأ ثان ، و (عَلَيْهِمْ) خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر أولئك. ويجوز أن ترفع صلوات بالجار ؛ لأنه قد قوي بوقوعه خبرا ، ومثله : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ).
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) : هم مبتدأ ، أو توكيد ، أو فصل.
١٥٨ ـ (إِنَّ الصَّفا) : ألف الصّفا مبدلّة من واو ، لقولهم في تثنيته صفوان.
و (مِنْ شَعائِرِ) : خبر إن ؛ وفي الكلام حذف مضاف ؛ تقديره : إنّ طواف الصّفا أو سعي الصفا.
والشعائر : جمع شعيرة ، مثل صحيفة وصحائف ، والجيّد همزها : لأن الياء زائدة.
(فَمَنْ) : في موضع رفع بالابتداء ، وهي شرطيّة ، والجواب (فَلا جُناحَ).
واختلفوا في تمام الكلام هنا ؛ فقيل : تمام الكلام فلا جناح ، ثم يبتدئ فيقول : (عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ) ؛ لأنّ الطواف واجب ، وعلى هذا خبر «لا» محذوف ؛ أي لا جناح في الحج.
والجيّد أن يكون «عليه» في هذا الوجه خبرا ، وأن يطّوّف مبتدأ.
ويضعف أن يجعل إغراء ؛ لأن الإغراء إنما جاء مع الخطاب. وحكى سيبويه عن بعضهم : عليه رجلا ليسنى قال : وهو شاذ لا يقاس عليه.
والأصل أن يتطوّف ، فأبدلت التاء طاء.