والجمهور على ضمّ الياء في يتوفون على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل ؛ والمعنى : يستوفون آجالهم.
و (مِنْكُمْ) : في موضع الحال من الفاعل المضمر.
(وَعَشْراً) : أي عشر ليال ؛ لأنّ التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أوّل الشهر واليوم تبع لها.
(بِالْمَعْرُوفِ) : حال من الضمير المؤنّث في الفعل ، أو مفعول به ، أو نعت لمصدر محذوف. وقد تقدم مثله.
٢٣٥ ـ (مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) : الجار والمجرور في موضع الحال من الهاء المجرورة ؛ فيكون العامل فيه عرّضتم.
ويجوز أن يكون حالا من «ما» ، فيكون العامل فيه الاستقرار.
والخطبة ـ بالكسرة : خطاب المرأة في التزويج ؛ وهي مصدر مضاف إلى المفعول ؛ والتقدير : من خطبتكم النساء.
و (أَوْ) : للإباحة ، والمفعول محذوف ؛ تقديره أو أكنتموه ، يقال : أكننت الشيء في نفسي ، إذا كتمته ؛ وكننته ، إذا سترته بثوب أو نحوه.
(وَلكِنْ) : هذا الاستدراك من قوله : (فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ).
(سِرًّا) : مفعول به ؛ لأنه بمعنى النكاح ؛ أي لا تواعدوهنّ نكاحا.
وقيل : هو مصدر في موضع الحال ؛ تقديره : مستخفين بذلك ؛ والمفعول محذوف ؛ تقديره : لا تواعدوهنّ النكاح سرّا.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي مواعدة سرّا.
وقيل التقدير : في سرّ ؛ فيكون ظرفا.
(إِلَّا أَنْ تَقُولُوا) : في موضع نصب على الاستثناء من المفعول ، وهو منقطع ، وقيل : متّصل.
(وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ) ؛ أي على عقدة النّكاح.
وقيل : تعزموا بمعنى تنووا ؛ وهذا يتعدى بنفسه فيعمل عمله.
وقيل : تعزموا بمعنى تعقدوا ؛ فتكون عقدة النكاح مصدرا.
والعقدة بمعنى العقد ، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول.
٢٣٦ ـ (ما لَمْ تَمَسُّوهُنَ) : ما مصدرية ، والزمان معها محذوف ، تقديره : في زمن ترك مسهّن.
وقيل : ما شرطية ؛ أي إن لم تمسوهنّ.
ويقرأ : «تمسّوهنّ» بفتح التاء من غير ألف ، على أنّ الفعل للرجال.
ويقرأ : «تماسوهنّ».
بضم التاء وألف بعد الميم ، وهو من باب المفاعلة ؛ فيجوز أن يكون في معنى القراءة الأولى ، ويجوز أن يكون على نسبة الفعل إلى الرجال والنساء كالمجامعة والمباشرة ؛ لأنّ الفعل من الرجل ، والتمكين من المرأة ، والاستدعاء منها أيضا ؛ ومن هنا سمّيت زانية.
(فَرِيضَةً) : يجوز أن تكون مصدرا ؛ وأن تكون مفعولا به ، وهو الجيد. وفعيلة هنا بمعنى مفعولة ، والموصوف محذوف ، تقديره : متعة مفروضة.
(وَمَتِّعُوهُنَ) : معطوف على فعل محذوف ، تقديره : فطلّقوهنّ ومتعوهنّ.
(عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) : الجمهور على الرفع ، والجملة في موضع الحال من الفاعل ؛ تقديره : بقدر الوسع. وفي الجملة محذوف ، تقديره : على الموسع منكم.
ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة لا موضع لها.
ويقرأ «قدره» ـ بالنصب ، وهو مفعول على المعنى ؛ لأنّ معنى متّعوهنّ ، أي ليؤدّ كلّ منكم قدر وسعه.
وأجود من هذا أن يكون التقدير : فأوجبوا على الموسع قدره ، والقدر والقدر لغتان ، وقد قرئ بهما.
وقيل القدر ـ بالتسكين : الطاقة ، وبالتحريك : المقدار.
(مَتاعاً) : اسم للمصدر ، والمصدر التمتيع ، واسم المصدر يجري مجراه.
(حَقًّا) : مصدر حقّ ذلك حقّا. و (عَلَى) : متعلقة بالناصب للمصدر.
٢٣٧ ـ (وَقَدْ فَرَضْتُمْ) : في موضع الحال.
(فَنِصْفُ) ؛ أي فعليكم نصف ، أو فالواجب نصف.
ولو قرئ بالنصب لكان وجهه : فأدّوا نصف ما فرضتم.
(إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) : أن والفعل في موضع نصب ، والتقدير : فعليكم نصف ما فرضتم إلا في حال العفو ، وقد سبق مثله في قوله : (إِلَّا أَنْ يَخافا) بأبسط من هذا.
والنون في «يعفون» ضمير جماعة النساء ، والواو قبلها لام الكلمة ؛ لأنّ الفعل هنا مبني ؛ فهو مثل يخرجن ويقعدن ؛ فأمّا قولك الرجال يعفون فهو مثل النساء يعفون في اللفظ ، وهو مخالف له في التقدير ، فالرجال يعفون أصله يعفوون مثل يخرجون ، فحذفت الواو التي هي لام الفعل وبقيت واو الضمير ، والنون علامة الرفع ؛ وفي قولك النساء يعفون لم يحذف منه شيء على ما بينّا.
(وَأَنْ تَعْفُوا) : مبتدأ ، و (أَقْرَبُ) خبره ، و (لِلتَّقْوى) متعلّق بأقرب.
ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى ؛ وأقرب إلى التقوى ، إلا أنّ اللام هنا تدلّ على معنى