و (السموات والأرض) ـ بالرفع على أنه مبتدأ وخبر.
والكرسيّ : فعليّ من الكرس ، وهو الجمع ، والفصيح فيه ضم الكاف. ويجوز كسرها للإتباع.
(وَلا يَؤُدُهُ) : الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل.
ويقرأ بحذف الهمزة ، كما حذفت همزة أناس.
ويقرأ بواو مضمومة مكان الهمزة على الإبدال.
و (الْعَلِيُ) : فعيل ، وأصله عليو ؛ لأنه من علا يعلو.
٢٥٦ ـ (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ) : الجمهور على إدغام الدال في التا ، لأنها من مخرجها ؛ وتحويل الدال إلى التاء أولى ؛ لأن الدال شديدة والتاء مهموسة ، والمهموس أخفّ.
ويقرأ بالإظهار ، وهو ضعيف لما ذكرنا.
والرّشد ـ بضم الراء وسكون الشين هو المشهور ، وهو مصدر من رشد ـ بفتح الشين ـ يرشد بضمّها.
ويقرأ بفتح الراء والشين ، وفعله رشد يرشد ، مثل علم يعلم.
(مِنَ الْغَيِ) : في موضع نصب على أنه مفعول ، وأصل الغي غوى ؛ لأنه من غوى يغوي ؛ فقلبت الواو ياء لسكونها وسبقها ثم أدغمت.
و (بِالطَّاغُوتِ) : يذكر ويؤنث ، ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذّكير والتأنيث ، ومنه قوله : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها). وأصله طغيوت ؛ لأنه من طغيت تطغى.
ويجوز أن يكون من الواو ؛ لأنه يقال فيه : يطغو أيضا ، والياء أكثر. وعليه جاء الطّغيان ؛ ثم قدّمت اللام فجعلت قبل الغين ، فصار طيغوتا أو طوغوتا ، فلما تحرّك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا ، فوزنه الآن فلعوت ، وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرّهبوت.
(الْوُثْقى) : تأنيث الأوثق ، مثل الوسطى والأوسط ، وجمعه الوثق ، مثل الصغر والكبر. وأما الوثق ـ بضمتين ـ فجمع وثيق.
(لَا انْفِصامَ لَها) : في موضع نصب على الحال من العروة.
ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى.
٢٥٧ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : مبتدأ ، (أَوْلِياؤُهُمُ) : مبتدأ ثان ، (الطَّاغُوتُ) خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر الأول.
وقد قرئ الطّواغيت على الجمع ؛ وإنما جمع وهو مصدر ؛ لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله.
(يُخْرِجُونَهُمْ) : مستأنف لا موضع له.
ويجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه معنى الطاغوت ، وهو نظير ما قال أبو علي في قوله : (إِنَّها لَظى. نَزَّاعَةً). وسنذكره في موضعه.
فأما (يُخْرِجُهُمْ) : فيجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير في (وَلِيُّ).
٢٥٨ ـ (أَنْ آتاهُ اللهُ) : في موضع نصب عند سيبويه ، وجرّ عند الخليل ؛ لأن تقديره : لأن آتاه الله ؛ فهو مفعول من أجله ؛ والعامل فيه (حَاجَّ) ، والهاء ضمير إبراهيم. ويجوز أن تكون ضمير الذي.
و (إِذْ) : يجوز أن تكون ظرفا لحاجّ ، وأن تكون لآتاه. وذكر بعضهم أنه بدل من «أن آتاه» ؛ وليس بشيء ؛ لأنّ الظرف غير المصدر ؛ فلو كان بدلا لكان غلطا ؛ إلا أن تجعل «إذ» بمعنى أن المصدرية ، وقد جاء ذلك ؛ وسيمرّ بك في القرآن مثله.
(أَنَا أُحْيِي) : الاسم الهمزة والنون ، وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون ؛ فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها.
وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل ؛ وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف ، وقد جاء ذلك في الشعر.
(فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي) : دخلت الفاء إيذانا بتعلّق هذا الكلام بما قبله.
والمعنى إذا ادّعيت الإحياء والإماتة ولم تفهم فالحجة أنّ الله يأتي بالشمس ؛ هذا هو المعنى.
و (مِنَ الْمَشْرِقِ) ، و (مِنَ الْمَغْرِبِ) : متعلّقان بالفعل المذكور وليسا حالين ، وإنما هما لابتداء غاية الإتيان.
ويجوز أن يكونا حالين ؛ ويكون التقدير : مسخّرة ، أو منقادة.
(فَبُهِتَ) : على ما لم يسمّ فاعله.
ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء ، وبفتح الباء وكسر الهاء ؛ وهما لغتان ؛ والفعل فيهما لازم.
ويقرأ بفتحهما ؛ فيجوز أن يكون الفاعل ضمير إبراهيم ، و (الَّذِي) مفعول.
ويجوز أن يكون الذي فاعلا ، ويكون الفعل لازما.
٢٥٩ ـ (أَوْ كَالَّذِي) : في الكاف وجهان :
أحدهما ـ أنها زائدة ، والتقدير : ألم تر إلى الذي حاجّ ، أو الذي مرّ على قرية ، وهو مثل قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ).
والثاني ـ هي غير زائدة ، وموضعها نصب ، والتقدير : أو رأيت مثل الذي ؛ ودلّ على هذا المحذوف قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ).
و «أو» للتفصيل ، أو للتخيير في التعجب بحال أي القبيلين شاء ، وقد ذكر ذلك في قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ) ، وغيره.
وأصل القرية من قريت الماء إذا جمعته ، فالقرية مجتمع الناس.
(وَهِيَ خاوِيَةٌ) : في موضع جرّ صفة لقرية.
(عَلى عُرُوشِها) : يتعلق بخاوية ؛ لأنّ معناه واقعة على سقوفها.