(أَصابَها) : صفة للجنة.
ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من الجنة ؛ لأنها قد وصفت.
ويجوز أن تكون حالا من الضمير في الجار ، و «قد» مع الفعل مقدّرة.
ويجوز أن تكون الجملة صفة لربوة ؛ لأنّ الجنّة بعض الرّبوة.
والوابل من وبل ، ويقال أوبل فهو موبل ، وهي صفة غالبة لا يحتاج معها إلى ذكر الموصوف.
و (آتت) : متعدّ إلى مفعولين ، وقد حذف أحدهما ؛ أي أعطت صاحبها.
ويجوز أن يكون متعديا إلى واحد ؛ لأن معنى آتت أخرجت ، وهو من الإيتاء وهو الرّيع.
والأكل ـ بسكون الكاف وضمها لغتان ، وقد قرئ جمعا ، والواحد منه أكلة وهو المأكول ، وأضاف الأكل إليها لأنها محلّه أو سببه.
و (ضِعْفَيْنِ) : حال ؛ أي مضاعفا.
(فَطَلٌ) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فالذي يصيبها طلّ ، أو فالمصيب لها ، أو فمصيبها.
ويجوز أن يكون فاعلا ، تقديره : فيصيبها طلّ ، وحذف الفعل لدلالة فعل الشرط عليه.
والجزم في (يُصِبْها) بلم لا بإن ؛ لأنّ «لم» عامل يختص بالمستقبل ، وإن قد وليها الماضي ، وقد يحذف معها الفعل ، فجاز أن يبطل عملها.
٢٦٦ ـ (مِنْ نَخِيلٍ) : صفة لجنة ، ونخيل جمع ، وهو نادر ، وقيل هو جنس.
و (تَجْرِي) : صفة أخرى.
(لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : في الكلام حذف ، تقديره : له فيها رزق من كلّ ، أو ثمرات من كل أنواع الثمرات.
ولا يجوز أن يكون من مبتدأ وما قبله الخبر ؛ لأن المبتدأ لا يكون جارا ومجرورا إلا إذا كان حرف الجر زائدا ؛ ولا فاعلا ؛ لأنّ حرف الجر لا يكون فاعلا ، ولكن يجوز أن يكون صفة لمحذوف.
ولا يجوز أن تكون «من» زائدة على قول سيبويه ، ولا على قول الأخفش ؛ لأن المعنى يصير : له فيها كلّ الثمرات ، وليس الأمر على هذا إلا أن يراد به هاهنا الكثرة لا الاستيعاب فيجوز عند الأخفش ؛ لأنه يجوّز زيادة «من» في الواجب ؛ وإضافة «كل» إلى ما بعدها بمعنى اللام ؛ لأنّ المضاف إليه غير المضاف.
(وَأَصابَهُ) : الجملة حال من أحد ، و «قد» مرادة ، تقديره : وقد أصابه. وقيل : وضع الماضي موضع المضارع. وقيل حمل في العطف على المعنى ؛ لأن المعنى : أيودّ أحدكم أن لو كانت له جنّة فأصابها ، وهو ضعيف ؛ إذ لا حاجة إلى تغيير اللفظ مع صحة معناه.
(وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ) : جملة في موضع الحال من الهاء في أصابه.
واختلف في أصل الذرية على أربعة أوجه :
أحدها ـ أن أصلها ذرّورة ، من ذرّ يذرّ إذا نشر ، فأبدلت الراء الثانية ياء لاجتماع الراءات ، ثم أبدلت الواو ياء ، ثم أدغمت ، ثم كسرت الراء اتباعا ، ومنهم من يكسر الذال اتباعا أيضا ، وقد قرئ به.
والثاني ـ أنه من ذرّ أيضا إلا أنه زاد الياءين ، فوزنه فعليّة.
والثالث ـ أنه من ذرا بالهمز ، فأصله على هذا ذرّوءة فعّولة ، ثم أبدلت الهمزة ياء ، وأبدلت الواو ياء فرارا من ثقل الهمزة والواو والضمة.
والرابع ـ أنه من ذرا يذرو ، لقوله : (تَذْرُوهُ الرِّياحُ) ؛ فأصله ذرّووة ، ثم أبدلت الواو ياء. ثم عمل ما تقدم. ويجوز أن يكون فعليّة على الوجهين.
(فَأَصابَها) : معطوف على صفة الجنة.
٢٦٧ ـ (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ) : المفعول محذوف ؛ أي شيئا من طيبات. وقد ذكر مستوفى فيما تقدم.
(وَلا تَيَمَّمُوا) : الجمهور على تخفيف التاء ، وماضيه تيمم ، والأصل تتيمّموا ، فحذف التاء الثانية ، كما ذكر في قوله : (تَظاهَرُونَ).
ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف. وهو جمع بين ساكنين ؛ وإنما سوّغ ذلك المدّ الذي في الألف.
وقرئ بضم التاء وكسر الميم الأولى على أنه لم يحذف شيئا ووزنه تفعلوا.
(مِنْهُ) : متعلقة ب (تُنْفِقُونَ) ، والجملة في موضع الحال من الفاعل في تيمّموا ، وهي حال مقدرة ؛ لأن الإنفاق منه يقع بعد القصد إليه. ويجوز أن يكون حالا من الخبيث ؛ لأن في الكلام ضميرا يعود إليه ؛ أي منفقا منه.
و (الْخَبِيثَ) : صفة غالبة ؛ فلذلك لا يذكر معها الموصوف.
(وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ) : مستأنف لا موضع له.
(إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا) : في موضع الحال ؛ أي إلا في حال الإغماض.
والجمهور على ضمّ التاء وإسكان الغين وكسر الميم ، وماضيه أغمض ، وهو متعدّ ، وقد حذف مفعوله ؛ أي تغمضوا أبصاركم أو بصائركم.
ويجوز أن يكون لازما مثل أغضى عن كذا ، ويقرأ كذلك ، إلا أنه بتشديد الميم وفتح الغين ؛ والتقدير : أبصاركم.
ويقرأ تغمضوا ـ بضم التاء والتخفيف وفتح الميم على ما لم يسمّ فاعله ؛ والمعنى : إلا أن تحملوا على التغافل عنه والمسامحة فيه.
ويجوز أن يكون من أغمض إذا صودف على تلك الحال ؛ كقولك : أحمد الرجل ؛ أي وجد محمودا.
ويقرأ بفتح التاء وإسكان الغين وكسر الميم ، من غمض يغمض ، وهي لغة في غمض.
ويقرأ كذلك إلا أنه بضمّ الميم ، وهو من غمض ، كظرف ، أي خفي عليكم رأيكم فيه.