ويقرأ يسرعون بغير ألف ، من أسرع.
(شَيْئاً) : في موضع المصدر ؛ أي ضررا.
١٧٨ ـ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) : يقرأ بالياء ، وفاعله الذين كفروا ، وأمّا المفعولان فالقائم مقامهما قوله : (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) ؛ فأنّ وما عملت فيه تسدّ مسدّ المفعولين عند سيبويه. وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف ، تقديره : نافعا أو نحو ذلك.
وفي «ما» وجهان :
أحدهما ـ هي بمعنى الذي.
والثاني ـ مصدرية. ولا يجوز أن تكون كافّة ولا زائدة ؛ إذ لو كانت كذلك لا نتصب خير بنملي ؛ واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة ، أو قدّر الفعل يليها ؛ وكلاهما ممتنع.
وقد قرئ شاذّا بالنصب على أن يكون لأنفسهم خبر أن ، ولهم تبيين ، أو حال من خير.
وقد قرئ في الشاذ بكسر إن ، وهو جواب قسم محذوف ، والقسم وجوابه يسدّان مسدّ المفعولين.
وقرأ حمزة «تحسبنّ» ـ بالتاء على الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم. و «الذين كفروا» المفعول الأول ، وفي المفعول الثاني وجهان.
أحدهما ـ الجملة من أن وما عملت فيه.
والثاني ـ أنّ المفعول الأول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه ؛ والتقدير : ولا يحسبن إملاء الذين كفروا. وقوله : (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ) بدل من المضاف المحذوف ، والجملة سدّت مسدّ المفعولين ؛ والتقدير : ولا تحسبن أنّ إملاء الذين كفروا خير لأنفسهم.
ويجوز أن تجعل أنّ وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال ، والجملة سدّت مسدّ المفعولين.
(إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا) : مستأنف. وقيل : أنما نملي لهم تكرير للأول ؛ وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء ؛ والتقدير : ولا تحسبنّ يا محمد إملاء الذين كفروا خيرا ليزدادّوا إيمانا ، بل ليزدادوا إثما.
ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك.
١٧٩ ـ (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ) : خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر.
ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر ؛ لأنّ الفعل بعد اللام ينتصب بأن ، فيصير التقدير : ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه ، وخبر كان هو اسمها في المعنى ، وليس الترك هو الله تعالى. وقال الكوفيون : اللام زائدة ، والخبر هو الفعل ؛ وهذا ضعيف ؛ لأنّ ما بعدها قد انتصب ؛ فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة ، وإن كان النّصب ب «أن» فسد لما ذكرنا.
وأصل يذر يوذر ؛ فحذفت الواو تشبيها لها بيدع ؛ لأنّها في معناها. وليس لحذف الواو في يذر علّة ، إذ لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقدير الكسرة ، بخلاف يدع ؛ فإن الأصل يودع ، فحذفت الواو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة ؛ إذ الأصل يودع مثل يوعد ؛ وإنّما فتحت الدال من يدع ؛ لأنّ لامه حرف حلقيّ فيفتح له ما قبله ؛ ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك ، ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك.
(يَمِيزَ) : يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز ، وبتشديدها وماضيه ميّز ، وهما بمعنى واحد ؛ وليس التشديد لتعدّي الفعل مثل فرح ، وفرّحته ؛ لأنّ ماز وميّز يتعديان إلى مفعول واحد.
١٨٠ ـ (وَلا يَحْسَبَنَ) : يقرأ بالياء على الغيبة ، و (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) الفاعل ، وفي المفعول الأول وجهان :
أحدهما ـ «هو» ، وهو ضمير البخل الذي دلّ عليه يبخلون.
والثاني ـ هو محذوف تقديره البخل ، و «هو» على هذا فصل.
ويقرأ «تحسبن» بالتاء على الخطاب ؛ والتقدير :
ولا تحسبنّ يا محمد بخل الذين يبخلون ؛ فحذف المضاف ؛ وهو ضعيف ، لأنّ فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدلّ عليه ؛ و «هو» على هذا فصل أو توكيد.
والأصل في (مِيراثُ) : موراث ، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، والميراث مصدر كالميعاد.
١٨١ ـ (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ) : العامل في موضع إن وما عملت فيه قالوا ، وهي المحكيّة به.
ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف ؛ لأنّه مصدر ؛ وهذا يخرّج على قول الكوفيين في إعمال الأول ؛ وهو أصل ضعيف ؛ ويزداد هنا ضعفا ؛ لأنّ الثاني فعل ، والأول مصدر ؛ وإعمال الفعل أقوى.
(سَنَكْتُبُ ما قالُوا) : يقرأ بالنون ، و «ما قالوا» : منصوب به.
(وَقَتْلَهُمُ) : معطوف عليه. و «ما» مصدرية ، أو بمعنى الذي.
ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل.
ويقرأ بالياء على ما لم يسمّ فاعله ، وقتلهم بالرفع ، وهو ظاهر.
(وَنَقُولُ) : بالنون ، والياء.
١٨٢ ـ (ذلِكَ) : مبتدأ ، و (بِما) : خبره ؛ والتقدير : مستحقّ بما قدمت.
و (ظلّام) : فعّال ، من الظّلم.
فإن قيل : بناء فعّال للتكثير ، ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي الظلم القليل ، فلو قال : بظالم لكان أدلّ على نفي الظلم قليله وكثيره.
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه :
أحدهما ـ أنّ فعّالا قد جاء لا يراد به الكثرة ، كقول طرفة :
ولست بحلال التّلاع مخافة |
|
ولكن متى يسترفد القوم أرفد |