ـ وعند قوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) [النور : الآية ٣٣] ، يقول : (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) ، قيل : إنّ هذا راجع إلى قوله : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ ، إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً). فيجعل : وأنكحوا جوابا للشرط. وقيل : «إن» بمعنى «إذ» ... وغيرها من مسائل النحو والإعراب.
ـ كما يذكر بعض المسائل البلاغية ..
فقد ذكر من مسائل البلاغة الالتفات ، وهو الانتقال من أسلوب إلى أسلوب ، فعند قوله تعالى : (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ* لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ) ، يقول : رجع من الخطاب إلى الخبر.
ـ كما يذكر في تفسيره ارتباط آيات القرآن الكريم بما قبلها ، وهذا نوع مهمّ من التفسير ، وقد أفرده البرهان البقاعي في كتابه الحافل : «نظم الدرر».
فمما ذكره مؤلفنا في هذا عند قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) [الكهف : الآية ٥٠] ، فيذكر وجه ارتباطها بما قبلها ، فيقول : ثمّ أمر نبيّه عليهالسلام أن يذكر لهؤلاء المتكبرين عن مجالسة الفقراء قصّة إبليس وما أورثه الكبر ، فقال : «وإذ قلنا». ووجه الربط واضح.
وغير ذلك من ألوان التفسير ، يجدها من يطالع هذا الكتاب بهدوء ودقّة.
وينقل المؤلف عن أعلام المفسرين كابن عباس ، وقتادة ، والسدي ، وأبو روق ، والفراء.
فرحم الله المؤلّف على ما بذل من جهد ، وجزاه خير الجزاء.
وجاء على مخطوطة الوجيز نسخة الظاهرية ما يلي :
إذا شئت أن تلقى كتابا ملخّصا |
|
مصونا عن التطويل ...... |
فبادر إلى هذا الكتاب فإنّه |
|
كتاب وجيز اللفظ جمّ الفوائد |
بحار المعاني تحته قد تلاطمت |
|
فمن ينغمس فيها يفز بالفرائد |
وإنّ وجيز الواحديّ هو الذي |
|
قراءته فرض على كلّ واحد |
* * *