يعقد هذا الفصل لشرح مفردات الحديث. وقد ورد فيه فقرتا نفي الضرر ونفي الضرار ، فلا بد من تحديد كل من «الضرر» و «الضرار». فهنا بحثان :
البحث الأوّل : بيان معنى الضرر
اختلف كلمات اللغويين في معنى كلمة الضرر ، فذكر بعضهم أنه عبارة عن الضيق والشدّة وسوء الحال ، وذكر آخرون أنه عبارة عن النقص في النفس والمال والعرض.
والذي يساعد عليه الارتكاز العرفي في مقام التوفيق بين هذين المعنيين ، هو حملها على أنهما في مقام بيان جانب من هذا المفهوم ؛ حيث إن له بحسب المتفاهم العرفي جانبين ، أحدهما موضوعي (أي ما هو خارج نطاق ذات الإنسان) والآخر ذاتي.
فالموضوعي يتمثّل في تفسيرهم الضرر بالنقص في المال والنفس والكرامة.
والذاتي أو النفسيّ هو الذي يعبَّر عنه بسوء الحال والضيق والشدّة ؛ فإنّ الضرر من هذه الناحية يختلف عن الحرج والنقص ، لأن مفهوم النقص متمحض في الجانب الموضوعي والخارجي ، من دون أن يلحظ فيه جهة أثر على الإنسان ، وبذلك يختلف عن مفهوم الضرر ؛ وعلى العكس منه مفهوم الحرج أو الضيق وسوء الحال فإنها متمحضة في البُعد النفسي والذاتي ، لأن