١٧٤ / ١١).
وعليه ليس هناك من شكّ في أنّ النسخة التي نسبها شرف الدين الأسترآبادي إلى الشيخ المفيد ، لم تكن سوى نسخة عن كتاب غيبة النعماني! فما الذي أدّى إلى حدوث هذا الخلط؟
وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الالتفات إلى أنّ الشيخ المفيد كان له كتاب في الغيبة ، وقد ورد ذكره في كتاب رجال النجاشي(١) ، ويبدو ـ بطبيعة الحال ـ أنّ هذا الكتاب هو من بين كتبه المفقودة ، وليس بأيدينا أيّ معلومات خاصّة عنه أيضاً ، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنّ الشيخ المفيد يكنّى بـ : (أبو عبد الله) ، واسمه : (محمّد بن محمّد بن النعمان) ؛ ولذلك كان يتمّ التعبير عنه أحياناً بـ : (أبو عبد الله ابن النعمان)(٢) ، ومن هنا يبدو الشبه بين اسم الشيخ المفيد وبين اسم أبي عبد الله النعماني مؤلّف كتاب غيبة النعماني جليّاً ، ومن هنا فإنّ تحريف اسم (أبو عبد الله النعماني) إلى (أبو عبد الله بن النعمان) ، أو الخلط بين هذين الاسمين ، هو السبب في نسبة كتاب غيبة النعماني إلى الشيخ المفيد.
وبطبيعة الحال علينا أن لا نغفل عن اشتراك النعماني والمفيد في الاسم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) رجال النجاشي ، ص ٤٠١ / ١٠٦٧.
(٢) مسكّن الفؤاد ، ص ٣٨ (ونقلاً عنه في بحار الأنوار ، ج ٨٢ ، ص ١٢١) ، رجال النجاشي ، ص ٤٠٤ / ١٠٧٠ ، شرح نهج البلاغة ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ، كما ورد التعبير بـ : (ابن النعمان) في رجال النجاشي في ص ١٦١ / ٤٢٥ ، ص ٤٣١ / ١١٦١ ، ص ٤٥٧ / ١٢٤٦.