نضارته. فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما». (١)
هل هذا السفر أنزل على موسى؟ وإذا انبروا وقالوا : نعم. فكيف يقول : «فمات هناك موسى»؟ أم يرون أنه نزل عليه بعد موته؟
إن من عنده مسكة من العقل يدرك أنها عبارات أضافتها يد بشر.
ألا يثير ذلك الشك في حجية التوراة التى ينسبونها إلى موسى؟
من البديهى أن العقائد تقوم على اليقين ، لا على الظن أو الاحتمال أو الشك ، لذلك لم تكن للتوراة أو الأناجيل أى حجية عقلية لأنه لا حجة مع الشك والتحريف.
أما موقع الأنبياء في الإنجيل ، فليس بأفضل منه في التوراة ، بل إن بعض النصوص تسيء إلى السيد المسيح ـ عليهالسلام ـ وتلاميذه.
١ ـ ورد بإنجيل متى : أن عيسى من نسل سليمان بن داود وأن جدهم فارص الذى هو من نسل الزنى من يهوذا بن يعقوب. (٢)
٢ ـ أن يسوع ناقض نفسه حين قال لليهود مرة : إن كنت أشهد لنفسى فشهادتى ليست حقا. (٣)
ثم قال لهم مرة أخرى : إن كنت أشهد لنفسى فشهادتى حق (٤).
٣ ـ وجاء في يوحنا أيضا ، أن يسوع شهد بأن جميع الأنبياء الذين قاموا في بنى إسرائيل هم سراق ولصوص. (٥)
٤ ـ وجاء أن رئيس الكهنة المسمى فيافا الذى ثبتت نبوته في نفس الإصحاح ، أفتى بتكذيب المسيح وحكم بقتله مع أنه إلهه ـ فى زعمهم. (٦)
٥ ـ وفي نفس الإنجيل أن يسوع أهان أمه في وسط جمع من الناس. (٧) هذه النقول التى تثبت تناقضات العهد الجديد وتنسب نقائص تمس السيد المسيح وتلاميذه إنما هى على سبيل المثال لا الحصر.
بين القصص القرآنى والقصص التوراتى :
رأينا ـ فيما سبق ـ جانبا من نصوص توراتية وإنجيليه ، وكل ما جاء في القرآن
__________________
١ ـ سفر التثنية ٣٤ : ٥ ـ ٨
٢ ـ متى : ١ : ١٠
٣ ـ يوحنا : ٥ : ٣١
٤ ـ يوحنا : ٨ : ١٤
٥ ـ يوحنا : ١٠ : ٤٨
٦ ـ يوحنا : ١١ : ٤٩ وأيضا أنظر : محمد عزت الطهطاوى : محمد نبى الاسلام ... ص ١٤٧ مطبعة التقدم. مصر
٧ ـ يوحنا : ٢ : ٤.