مقالتنا هذه قد اقتصرت على التراث التفسيري عند الإمام الرضا عليهالسلام أنموذجاً ، ومن خلال الوقوف عند الروآيات التفسيرية للإمام الرضا عليهالسلام والتأمّل فيها يتبيّن لنا أنّ الإمام عليهالسلام لم يتطرّق فقط لتفسير كلام الله وتوضيحه فحسب بل أنّه عليهالسلام قد وضّح وبيّن للمسلمين أهمّ المباني والأصول والقواعد التفسيرية أيضاً.
المقدّمة :
إنَّ أكثر ما يحتاجه الناس للاستفادة من القرآن الكريم هو فهم ما ترمي إليه الآيات الإلهية من مراد ومقصود ، وإنّ شمولية القرآن تستوجب أن يكون للإنسان معلّمٌ فهيمٌ ومطّلعٌ على حقائق القرآن ليبيّن للناس معارفه ، بناءً على هذا فإنّ الله تبارك وتعالى فوّض رسالة تبيين القرآن وتفسيره إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهذا ما يتبيَّن لنا من الآية (٤٤) من سورة النحل ، وهو بدوره أيضاً استطاع أن يقوم بأعباء هذه المهمّة قولاً وعملاً بأحسن وجه ، ولكن الحقبة الرسالية المحدودة والأجواء الحاكمة عليها آنذاك من جهة والمستوى الفكري والثقافي لعامّة المسلمين من جهة أُخرى لم تكونا كافيتين لضمان ما تستوعبه الأمّة من فهم صحيح للقرآن الكريم ولسلامتها عن الإنحرافات ، بل كان من اللازم أن يبقى هذا التراث مصاناً ومحفوظاً في بيت النبوّة وهم ورثة كتاب الله وترجُمانيِّي وَحيه ، وقد أشار الإمام الصادق عليهالسلام إلى هذه الضرورة العقلية قائلاً : «إنّا أهل بيت لم يزل الله يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى