النفس ومهانتها معتبر قبل زمان النبوّة والإمامة لئلّا تنفر عنه الطباع ، فلا يصدّق فيما يقول ، بل يقول له الناس إنّك بالأمس كنت تفعل كذا ، فهو عليهالسلام في مقام بيان أنّ من أشرك بالله آناً ما الذي هو أخسّ الرذائل وأمهن المنفّرات عنه لا يليق لأن يكون منصوبا من قبل الله في ذلك المقام الإلهي الرفيع.
وليس الاستدلال في المقام مبنيّا على كون المشتقّ حقيقة في خصوص المتلبّس أو الأعمّ منه ومن المنقضي ، بل لو قلنا بأنّ المشتقّ حقيقة في خصوص المتلبّس أيضا يتمّ الاستدلال ؛ لأنّ القضيّة في المقام حقيقيّة وهي محمولة على الموضوع على تقدير وجوده ، فافهم وتأمّل.
تنبيهات
[التنبيه] الأول : [مفهوم المشتق]
ذكر جمع من المنطقيّين أنّ المنطق ترتيب امور معلومة لتحصيل أمر مجهول فأشكل على ذلك بعضهم (١) بأنّ تحصيل المجهول لا يتوقّف على امور ، بل قد يفيده أمر واحد كما يقال في جواب السؤال عن أنّ الإنسان ما هو؟ : ناطق فإنّ ناطق واحد وبه يحصل المجهول.
وقد أجاب صاحب شرح المطالع (٢) بأنّ «ناطق» مركّب من شيئين ، فإنّ معناه : شيء له النطق.
وأشكل السيّد الشريف (٣) بأنّه إن اريد من الشيء مفهومه لزم دخول العرض العام في الفصل ، وإن اريد مصداقه لزم انقلاب الممكنة إلى ضرورية ، فإنّ ثبوت الشيء لنفسه ضروري وكلاهما باطل.
__________________
(١) انظر شرح المطالع : ١١.
(٢) انظر المصدر المتقدّم.
(٣) نقل عنه في حاشيته على شرح المطالع.