فصل في المفاهيم
قد يطلق المفهوم ويراد به ما يقابل الألفاظ المنطوقة فيكون عبارة اخرى عن المعنى ، وقد يطلق على معنى أخصّ من ذلك ، وهو ما يستفاد من الجملة التركيبيّة باعتبار دلالتها على خصوصيّة تستدعي تلك الإفادة.
وملخّص الكلام : أنّ المداليل أفراديّة وتركيبيّة ، وكلّ منهما قد يكون بالمطابقة وقد يكون بالالتزام ، والدلالة الالتزاميّة شاملة للتضمّنيّة إذ المراد بالالتزام أعمّ من أن يكون جزء المعنى أو لازمه الخارج عنه ، فالمداليل الأفراديّة بأسرها خارجة عن محلّ الكلام في المفاهيم.
والكلام في المداليل التركيبيّة في أنّ الجملة الشرطيّة مثلا هل تدلّ بالوضع أو القرينة العامّة على حكمين أحدهما إيجابي والآخر سلبي أم أنّها لا يدلّ إلّا على حكم إيجابي فقط وأمّا الحكم السلبي فمسكوت عنه؟ ومن هنا ظهر أنّ المفهوم من صفات الدلالة فإنّ الكلام في الدلالة فهل فيها دلالة أم لا؟ فهو بصفات الدلالة أنسب منه بصفات المدلول ، كما ظهر أنّ قولهم : «إنّ المفهوم حكم غير مذكور أو حكم لغير مذكور» واحد أيضا ، فإنّ قولك «أكرم زيدا إن جاءك» مفهومه إن لم يجئ لا تكرمه ، فحرمة الإكرام حكم غير مذكور وحكم لغير مذكور أيضا وهو زيد الغير الجائي. وكذا في مفهوم الموافقة فإنّ حرمة الضرب غير مذكورة في