باسمه تعالى
وصلني كتاب كريم من أخ كريم بشأن الكتاب ، فآثرت نشره هنا ، شاكراً :
الشيخ اليوسفي الغروري وكتابه موسوعة التاريخ الإسلامي
أ. د. صلاح مهدي الفرطوسي
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد امتحنني بغربة لا يعرف إلّا هو مدى ثقلها ، فإنه أنعم عليَّ فيها أيضاً بنعم لا أُحصيها ، تدفعني إلى شكره وحمده ، ومن بينها أخذه بيدي منذ سنة ونصف إلى رحاب أمير المؤمنين المرتضى عليه السلام ، وما زلت حتى الساعة مشغولاً به في كلّ ساعات يقظتي ما بين تأمل وقراءة وكتابة ، ولا شكَّ أنك على بيّنة بأن تاريخ الإمام شائك متشابك يعصب على من يريد الدخول إلى بهائه حلُّ جميع معضلاته ، ولا سيَما في بلاد يصعب أن تعثر فيها على مكتبة تُعنى بالتاريخ الإسلامي ، وإن وُجدت ، فيصعب عليك الوصول إليها لأسباب لا تستطيع تقديرها إلّا إذا عانيت الأمرّين منها في هذه البلاد.
ومن بين تلك المشكلات بعثه عليه السلام إلى اليمن ، إذ تشابكت أخباره واختلطت فيما تحت يدي من مصادر حتى بات من الصَّعب فصلها أو تحديد مسار دقيق لمجرياتها ، أو ربط مشاهدها في تسلسل زماني أو مكاني يبدو مقبولاً.
وكان الأُستاذ صفاء وديس من الشخصيّات العلميّة الفاضلة التي عرفتها بهذه البلاد ، ولقد وضعني بمكانة في نفسه لا أستحقها ، ووجدت في برّه وشفقته ما لم أجده بالخاصّة من طلبتي ، ويوم استغلق عليَّ أمر بعث الإمام ذلك استنجدت به كي