أزلام العرب :
قال تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ)(١).
قال القمّي في تفسيره للنصب : إنّ قريشا كانوا يعبدون الصخور فيذبحون لها. و «الأزلام» كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزئونه عشرة أجزاء ، ثمّ يجتمعون عليه فيخرجون سهاما عشرة : سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها ، فالتي لها أنصباء هي : الفذّ والتوأم ، والمسبل ، والنافس ، والحلس ، والرقيب ، والمعلّى ؛ فالفذّ له سهم ، والتوأم له سهمان ، والمسبل له ثلاثة أسهم ، والنافس له أربعة أسهم ، والحلس له خمسة أسهم ، والرقيب له ستّة أسهم ، والمعلّى له سبعة أسهم.
والتي لا أنصباء لها هي : السفح ، والمنيح ، والوغد. وكان ثمن الجزور على من لم يخرج له من الأنصباء شيء. وهذا قمار ، حرّمه الله عزوجل (٢).
وقد عقد اليعقوبي في تأريخه فضلا خاصّا بعنوان «أزلام العرب» قال فيه : «وكانت العرب تستقسم بالأزلام في كلّ امورها ، وهي القداح ، ولا يكون لها سفر ولا مقام ولا معرفة حال إلّا رجعت إلى القداح.
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) تفسير القمّي ١ : ١٦١ ، ١٦٢ وعنه في مجمع البيان ٣ : ٢٤٤ عن الصادقين عليهماالسلام. وقال الطوسي في التبيان ٣ : ٤٣٣ : هي سهام كانت للجاهليّة ، مكتوب على بعضها : أمرني ربّي ، وعلى بعضها : نهاني ربّي. فإذا أرادوا سفرا أو أمرا يهتمّ به ضربوا تلك القداح ، فإن خرج الأمر مضى لحاجته ، وإن خرج النهي لم يمض ، وإن خرج ما ليس عليه شيء اعادوها. فبيّن الله تعالى أنّ ذلك يحرم العمل به. ونقله في مجمع البيان عن الحسن وجماعة من المفسّرين : مجمع البيان ٣ : ٢٤٤.