امّا الإسلام فيكفينا منه تغييرا لهذا الوضع واصلاحا له قول رسول الله صلىاللهعليهوآله في خطبته في حجّة الوداع :
«أيّها الناس : انّ لنسائكم عليكم حقّا ولكم عليهن حقّا ، فحقّكم عليهن ان لا يوطئن أحدا فرشكم ، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم الّا بإذنكم ، وان لا يأتين بفاحشة ، فإنّ الله قد أذن لكم ان تعظلوهن وتهجروهنّ في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإذا انتهين واطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله ، فاتّقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيرا» (١).
مبدأ العرب ، والعرب العاربة :
إن ما كتبه العرب عنهم بعد الاسلام مزيج بالأساطير ، وقد ظل تأريخهم تأريخا مبهما حتى أواسط القرن الماضي حيث جدّ علماء الآثار والحفريات الأثرية التاريخية من الغربيين في قراءة آثارهم المنقوشة بالخط المسند على الأبراج والهياكل والنصب والأحجار ، فاستقر رأي هؤلاء الباحثين الغربيين على أن العرب الجنوبيين في اليمن هم من الموجة السامية الأخيرة التي بدأت في أواخر الألف الثانى ق م ، أي في حدود الألف قبل الميلاد ، أي قرابة خمسة عشر قرنا قبل الاسلام ، اتّجهت من شمال الجزيرة الى جنوبها ، لا من بابل العراق (٢) بينما نرى في التاريخ النقلي المتوارث أن الهجرة كانت من بابل الى اليمن ، فمثلا :
__________________
(١) تحف العقول : ٣٠ ، وانظر للتفصيل : المرأة في الشعر الجاهلي لعلي الهاشمي ، والقيان والغناء في الشعر الجاهلي لناصرالدين الأسد. وحقوق المرأة في الجاهلية والاسلام للمؤلف.
(٢) العصر الجاهلي ، لشوقي ضيف : ٢٥ ـ ٢٨.