انّ الملوك الساسانيين كانوا ذوي ابّهة وفخفخة ، فالبلاط الساساني وجماله وبهاؤه كان ممّا يحار فيه الناظرون ، وذلك من كثرة ما جمعوا فيه من الجواهر والأشياء النفيسة والثمينة ومن الصور والنقوش ما يحيّر العقول.
وقد شرح بعض المؤرخين بعض ترف خسرو پرويز ، منهم حمزة الأصفهاني في كتابه «سنيّ ملوك الأرض» اذ كتب يقول : «كان لخسرو پرويز ثلاثة آلاف امرأة ، واثنا عشر ألف جارية مطربة وراقصة. وله ستة آلاف حارس. وله ثمانية آلاف وخمسمائة من الخيل الجياد للطّراد ، واثنا عشر ألف من البغال لحمل أثقاله مع ألف بعير. وله تسعمائة وستون فيلا للقتال» (١).
إنّ نظام المجتمع على عهد الساسانيين كان نظاما طبقيا بل كان من قبل ذلك قديما وإنمّا اشتد على عهدهم.
كتب أحد المحققين من المؤرخين الإيرانيين بشأن الطبقات في عهدهم يقول :
«إنّ من أشد عوامل التفرقة في الايرانيين هو النظام الطبقي المتشدّد الّذي كان يطبقه الساسانيون في ايران ، وان كانت جذوره ممتدة منذ القدم إلّا انّ الساسانيين كانوا قد تشدّدوا في تطبيقه جدّا : فالملكية الفردية كانت محصورة تقريبا في سبع اسر خاصة بينما كان عامة الناس محرومين من ذلك تقريبا. ونفوس ايران اذ ذاك مائة وأربعون مليونا تقريبا ، واذا افترضنا أنّ الاسر السبع كانت تبلغ سبعمائة ألف ، وأضفنا الى ذلك امراء الثغور وأصحاب الأملاك الصغار الّذين كانوا يتمتعون بشيء من حقّ الملكية وافترضنا انّهم أيضا سبعمائة ألف ، كان الّذي يتمتّع بحق الملكية مليونا ونصف المليون من مجموع مائة وأربعين مليونا» (٢).
__________________
(١) سنيّ ملوك الارض : ٤٢٠.
(٢) بالفارسية : تاريخ اجتماعى ايران ٢ : ٢٤ ـ ٢٦.