خسرو پرويز على يد ابنه شيرويه ، ومات شيرويه بعد ثمانية أشهر ، وبعد شيرويه حكم ايران في مدة أربع سنين اكثر من عشرة قادة أربعة منهم نساء وانتهى الأمر بهجوم العرب المسلمين وقد ساعدت هذه الحروب الّتي استمرت أكثر من خمسين عاما على تقدم الفتوحات الإسلامية مساعدة جادّة مؤثرة ، وذلك اذ تعلقت مشيئة الله بأن ينتشر نور الإسلام.
اضطراب الوضع الديني :
وأهم اضطراب كان يسود ايران على عهد الساسانيين هو الاضطراب الديني. إنّ «أردشير بابكان» مؤسس سلسلة الساسانيين كان ابن موبذ من موابذة المجوس ووصل الى السلطة بمساعدة علماء المجوس ، ولذلك قام بنشر دينهم في أطراف مملكته بكلّ ما قدر عليه. فأصبح الدين الرسمي والعام لإيران على عهد الساسانيين هي المجوسية ، وبما أنّ سلطة الساسانيين إنّما تحققت بتأييد موابذة المجوس لذلك كانوا في رعاية تامة من قبل البلاط الساساني ، وكانوا أقوى طبقة في المجتمع الطبقي الإيراني ، وكان الحكّام الساسانيون في الواقع متعيّنين بتعيين من الموابذة المجوس ، فاذا تمرد أحد الحكام على العلماء الروحيين كانوا يقابلونه بشدّة ، وكذلك كان الملوك الساسانيّون يقبلون على طبقة رجال الدين أكثر من أية طبقة اخرى ، ولذلك كان الموابذة في اطّراد وكثرة ، وكان الساسانيون يفيدون منهم لتأييد سلطانهم ، ويقيمون لهم في أطراف ايران معابد النيران وفي كلّ منها عدد كثير منهم ، حتّى كتبوا أنّ خسرو پرويز بنى معابد نيران كانت تسع لاثني عشر ألف «هيربد» من العباد يصلّون ويتلون الأناشيد الدينية (١).
__________________
(١) بالفارسية : تاريخ تمدن ساسانى ١ : ١.