ومن الطبيعي أن تورث هذه الأهمية عناية بتدوين تفاصيل حياته وجمع الأخبار والأحاديث عنه صلىاللهعليهوآله.
وطبيعي أيضا أن تكون القصص الشعبية عن سيرته موجودة في حياته معتنى بها ـ كحال الناس في العناية بقصص الأنبياء من قبل ـ.
وطبيعي أيضا أن يكون بعض الصحابة والتابعين قد تفوّق على أقرانه في علمه بسيرته ومغازيه.
كتّاب السيرة الأوائل :
إنّ أوّل من صنّف في السيرة هو عروة بن الزبير بن العوّام (ت ٩٢ ه).
وذكر ابن سعد في كتابه «الطبقات» ما يفيد : أنّ أوّل من تخصّص فيها هو أبان بن عثمان بن عفّان (ت ١٠٥ ه) ، روى بعضها عنه المغيرة بن عبد الرّحمن.
ثم تنبّه إلى جمع أخبارها والتحديث بها وهب بن منبّه اليمني (ت ١١٠ ه).
ثمّ عاصم بن عمر بن قتادة (ت ١٢٠ ه) الذي يروي عنه ابن إسحاق بعض أخبار سيرته كخبره عن دعاء النبي للاستسقاء في طريق تبوك ، وكثرة النّفاق.
ثمّ شرحبيل بن سعد الشامي (ت ١٢٣ ه).
ثمّ عبد الله بن أبي بكر بن حزم القاضي (ت ١٣٥ ه) الّذي طلب منه عمر بن عبد العزيز أن يكتب إليه ما عنده من الأحاديث فنشرها بين الناس.
ثمّ موسى بن عقبة (ت ١٤١ ه).
ثمّ معمر بن راشد (ت ١٥٠ ه).
ثمّ محمّد بن إسحاق بن يسار المدني وقيل بشار ـ بن خيار من سبي عين تمر بالعراق (ت ١٥٣ ه).
ثمّ راويته زياد بن عبد الملك البكّائي الكوفي العامري (ت ١٨٣ ه).